نائب رئيس مجلس الأمة نواصر محمد في حوار ل "الحياة العربية" : الشركات الأجنبية تخرق تعليمات سلال ولا توظف شباب الجنوب

قال نائب رئيس مجلس الأمة محمد نواصر عن ولاية تمنراست في هذا الحوار لجريدة "الحياة العربية " أن هناك مشكلا كبيرا تعاني منه في قطاع الصحة وخصوصا فيما يتعلق بتحديد المواعيد للمرضى وحتى تنقلهم لأنه لا يوجد بولايتنا اختصاصيون فنجد مثلا بعض من أصحاب الخدمة المدنية يعملون لمدة 6إلى 7 أشهر ثم يهاجرون إلى مناطقهم "، معتبرا "أن الإجراءات الإدارية المعقدة و"البروقراطية" التي تنتهجها بعض المؤسسات عطلت الكثير من المشاريع التنموية بولاية تمنراست" .حاوره : بلخضر داسة
1- بداية لنتحدث عن مشاريع القوانين المتمثلة في الأنشطة التجارية والأنشطة الرياضية التي صادقتم عليها بمجلس الأمة ما الجديد الذي لمستموه من خلالها ؟
ان قانون الأنشطة التجارية يسمح بفتح المجال لتنظيم المجال التجاري أكثر وخاصة الممارسة التجارية من خلال إعطاء الفرصة للشباب خاصة ممن كانوا متابعين قضائيا واستطاعوا تسوية وضعيتهم إذن فهذا القانون سيعطينا فرصة اكبر لخلق مناصب شغل ومن ثم خلق فضاءات اقتصادية أكثر أما فيما يخص قانون الأنشطة الرياضية فإننا نلاحظ أنه ومنذ إنشاء البطولة الرياضية فالرياضة في الجزائر عرفت تقدما كبيرا لكنه كان يعاني في وقت سابق من فراغات قانونية وأن مع هذا القانون الجديد الذي سد كل الأبواب حيث كانت هناك فراغات إذن هذين القانونين المصادق عليهما مؤخرا فيهما فائدة كبيرة للشباب والمتعاملين الاقتصاديين وللتجار وهما مهمين وجاءا في الوقت المناسب
2- يعاب على البرلمان بأنه أصبح لا يؤدي دوره التشريعي كما ينبغي هل لكم أن توضحوا لنا هذا الامر؟
بالعكس أنا أرى أنه يؤدي دوره التشريعي كما ينبغي ولم لا لأن كل القوانين تمر على الغرفتين فهناك مناقشات كبيرة من قبل نواب الغرفتين ونحن نعلم أن القوانين تأتينا من الحكومة فهناك عمل جبار يقوم به المجلسان في هذا الإطار وأنه ليس موجه والأمور تسير بشكل عادي وللنواب الحرية الكاملة في مناقشة القوانين وإبداء رأيهم فيما يرونه مناسبا.
3- ما هي أهم انشغالات سكان ولاية تمنراست التي رفعتموها للسلطات؟
في البداية انوه بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة في الدفع بعجلة التنمية عبر ولايات الوطن وبالأخص في أقصى الجنوب ومنها ولاية تمنراست التي تظل تعاني من بعض المشاكل من بينها الإجراءات الإدارية المعقدة التي عطلت الكثير من المشاريع التنموية فولايتنا استفادت مؤخرا من غلاف مالي مهم لكن هناك صعوبة في صرف هذا المال بالإضافة إلى غياب أجهزة الإعلام الآلي التي وان وجدت تبقى معطلة لأننا لا نجد الأشخاص الذين يسيرونها وخاصة في المناطق الحدودية كمنطقة تينزاواتين وعين قزام والتجمعات السكانية التي تبعد عن ولاية تمنراست بحوالي 700 كلم والتي نجد صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إليها
4- عرف قطاع السكن بولاية تمنراست موجة من الاحتجاجات ما هي الإجراءات التي ترونها مناسبة لمعالجة هذا المشكل ؟
أنا أرى العكس في هذا المجال لان الولاية استفادت مؤخرا من قائمة سكنات وصلت إلى حوالي 700 مسكن تم توزيعها على سكان المنطقة فالأمور كانت عادية والسكنات سلمت لأصحابها ومستحقيها وتم فتح المجال للطعون كما أن منطقتنا استفادت من 600 بناء ريفي ،2000 قطعة ارض 2700 إعانة وأنا أقول أن الوالي الجديد يقوم بواجبه ومجهودات جبارة من اجل القضاء على مشكل السكن لولاية تمنراست وأن حل المشكلة لا يتم بين عشية وضحاها فالبرنامج الجديد الذي منحته الدولة لولاية تمنراست لسنة 2013 سيحل هذا المشكل.
5- ماذا عن البطالة الا تعتقدون أنها تمثل هاجسا حقيقيا أمام سكان الولاية وخصوصا فئة الشباب؟
أؤكد أن هناك مجهودات كبيرة تبذل للقضاء على هذا المشكل وأنا أقول أنه مع قدوم الوالي الجديد هناك حركة كبرى في هذا المجال فنحن لا نعاني فقط من مشكل التشغيل وإنما الحياة اليومية الصعبة بهذه المناطق، فالمواطن بالجنوب لا يزال يعيش حياة ضيقة بدائية لأنه لولا الحياة الاجتماعية المربوطة بالأسرة والتكافل لقضي عليه بهذه المناطق
6- هل المبادرة التي أطلقها المدير العام للأمن الوطني بخصوص فتح المجال أمام شباب الجنوب للانخراط في سلك الشرطة، كافية ؟
نحن نثمن كل قرارات اللواء عبد الغني هامل وخصوصا المجهودات الجبارة التي قام في مجال توفير مناصب الشغل لأبناء وشباب الولاية فالمبادرة التي قام بها جاءت في وقتها المناسب و أتمنى أن تحذو المؤسسات الأخري حذو هذا الجهاز.
7- هل حقيقة أن قطاع الصحة بولاية تمنراست يعاني الكثير من المشاكل والنقائص في الوقت الراهن ؟
فعلا هناك مشكل كبير نعاني منه في قطاع الصحة وخصوصا فيما بتعلق بتحديد المواعيد للمرضى وحتى تنقلهم لأنه لا يوجد بولايتنا اختصاصيين فنجد مثلا بعض من أصحاب الخدمة المدنية يعملون لمدة 6إلى 7 أشهر ثم يهاجرون إلى مناطقهم ولا يوجد بعدها من سيخلفهم فنحن نريد أن تكون مدة البقاء بالمنطقة 4 سنوات مع وجود تحفيزات أخرى لجلب الاختصاص إلى ولاية تمنراست حتى نستطيع القضاء على مشكل الصحة الذي أصبحنا نعاني منه بتوفير العنصر البشري والأجهزة المتطورة، أما فيما يخص المستشفيات فأنا أوجه نداء ورسالة إلى وزير الصحة أن يقوم ببناء مستشفى كبير بالمنطقة لأننا بحاجة إليه في الوقت الراهن لتلبية احتياجات سكان الولاية فبالرغم من وجود مستشفى إلا أنه مع قدوم الزمن وتزايد السكان أصبح لا يلبي احتياجاتنا لان أقرب نقطة علاج بالنسبة إلينا هي ولاية غرداية تبعد عن ولايتنا 1400كلم
8- لنتحدث على مشكل التعليم بالولاية هل انه أصبح هو الآخر يمثل هاجسا حقيقيا بالنسبة إليكم ؟
إذا ما تحدثنا على قطاع التعليم بولاية تمنراست فهناك نقائص فيما يخص بعض المواد المتعلقة باللغة الفرنسية والانجليزية ومادة الرياضيات فحاليا رأينا الأمور بدأت تتعافى من خلال مسابقات التوظيف التي فتحتها الوزارة الوصية والتي تم بموجبها توظيف أساتذة فيما يخص المنشآت فولاية تمنراست لا يوجد بها مشكل في هذا الجانب فهناك متوسطات وإبتدائيات وثانويات مجهزة بأحدث الوسائل لكن المشكل الذي يبقى هو نقص الأساتذة لغتي الانجليزية والفرنسية والرياضيات وخاصة في المناطق النائية والبعيدة خارج الولاية
9- ما هي الحلول التي تلقيتموها من قبل السلطات للقضاء على مشكل النقل بمنطقتكم ؟
نحن نستحسن المبادرة الأخيرة التي إتخذتها مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية والخاصة بتخفيض الرحلات ب 50 بالمائة التي أقول أنها لم تعد كافية ولم تحل إلا جزء فقط لأننا تريد تعميمها على مدار السنة حيث كان لي لقاء مع الوزير الأول سلال الذي أشكره على الاهتمام بما هو منقول له من كل الولايات وخصوصا ولاية تمنراست لانني أوصلت له انشغال السكان ووعدني بالقضاء على مشكل النقل نهائيا .
10-عرف الجانب السياحي بولاية تمنراست تراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية فرغم الملايير التي صرفت بالولاية الا أنها غير كافية، ما موقفكم من هذا المشكل رغم أن منطقتكم سياحية بامتياز؟
السياحة عرفت تراجعا رغم الملايير التي صرفت وأنا أقول أنها تكاد تنعدم وذلك لقلة الهياكل والإمكانيات ووزارة السياحة لا تقوم بدورها كاملا ولا تطلع إلى هذا المشكل فأصبحت مجرد إدارات وليست لإنتاج إبداع جديد للسياحة هذه المناطق ودعمها في هذا المجال وأنا أقول أنها لا تؤدي دورها المنوط بها فوجود مكاتب للسياحة في تمنراست أو اليزي إلا أن السياحة لا تزال غائبة ومغيبة حيث أننا لا نملك هياكل فندقية وأنا أقول أن السياحة بالجنوب غير موجودة.
11- ألا تعتقدون أن الهاجس الأمني كان له دور في تراجع السياحة بولاية تمنراست ؟
لا اعتقد ذلك لأننا أصبحنا نعيش في أمان واستقرار كبير والغرب يقوم بحملة ضدنا فهو يقدم تعليماته لسياحه حتى لا يقوموا بزيارات لهذه المناطق السياحية بجنوبنا الكبير،أنا أرى أنه ولتطوير السياحة الداخلية لا يكون إلا بتشجيع الاستثمار فإذا ما خلفنا منشآت وكانت موجودة فإن صاحب الإشهار هو من يبحث عن السائح في هدا المجال إذن قبل الحديث عن السياحة لابد من تشجيع الاستثمار السياحي وأنا أؤكد أنه لا يوجد عندنا فنادق تقدم خدمات جيدة للسياح لانعدام الظروف الملائمة لاستقبالهم والتي أثرت على الجانب السياحي .
12-ماذا عن قطاع الفلاحة الذي يقال انه يعاني الكثير من النقائص ما هي الإجراءات التي ترونها مناسبة للقضاء على هذا المشكل ؟
بالتأكيد قطاع الفلاحة بولاية تمنراست يعاني الكثير من النقائص وان الإشكال الكبير يكمن في الإجراءات الإدارية المعقدة للحصول على الوعاء العقاري بالرغم من وجود المنشور الوزاري الأخير القاضي بتسهيل الإجراءات في هذا المجال وأنا أقول انه يمكن للدولة أن تقوم بوضع تسهيلات اكبر لسكان ولايات الجنوب خاصة تلك المتعلقة في كيفية الحصول على الملف الإداري ومنح الامتياز والعقود للأشخاص الذين يريدون العمل في الجانب الفلاحي.
13-هل كانت لكم مراسلات قدمتموها للوزير الأول بخصوص مشاكل سكان ولايات الجنوب وخصوصا ولاية تمنراست ؟
قدمنا مراسلات كثيرة للوزير الأول الذي التقيته شخصيا ونقلت له انشغالات سكان ولاية تمنراست والذي أعطى تعليماته الفورية لمعالجة مطالبنا واتخذ بدوره الإجراءات اللازمة فهناك أمور كبيرة نجد انه كان يستقبلنا في كل مرة ولا يوجد أي إشكال
14- ما موقفكم من الشركات الأجنبية التي لا توظف شباب ولايات الجنوب ؟
رغم تعليمات الوزير الأول القاضية بمنح الأولوية في التوظيف لأبناء الجنوب إلا أننا نرى أن هذه الشركات الكبرى لا تسير في الطريق السليم لفتح المجال أمام شباب المنطقة في التوظيف فالمشكل لا يعود لقلة الكفاءات لان هذه الشركات تستطيع أن توظف أبناء الشمال والجنوب في آن واحد أنا لا اشك في إطاراتنا فالكفاءات موجودة وعلينا الاستثمار فيها واستغلالها إلا أن هذه المؤسسات الأجنبية تحسب نفسها أنها فوق القانون.