الجزائر

نائب الجالية بمارسيليا عبد القادر حدوش ل"الفجر"


نائب الجالية بمارسيليا عبد القادر حدوش ل
قال نائب الأفالان بالمجلس الشعبي الوطني، عبد القادر حدوش، إن المعارضة فشلت في تحريك الجالية الجزائرية لأغراض سياسية في مرحلة معينة، وتحاول اليوم تدويل قضية استغلال الغاز الصخري في عين صالح، وهو تصرف غير بريء. ودعا في لقاء جمعه ب”الفجر”، إلى ضرورة الاهتمام بالجالية الوطنية في الخارج.الفجر: تتعرض الجالية الجزائرية وأبناء الجالية العربية المسلمة إلى انتهاكات من طرف السلطات الفرنسية خاصة منذ قضية مجلة شارلي إيبدو، فما تعليقكم؟عبد القادر حدوش: وضع الجالية الجزائرية في الدول الأوروبية عامة وفي فرنسا خاصة صعب اجتماعيا، اقتصاديا، سياسيا وأمنيا، لأن الجالية للأسف ليس لديها المكانة والرعاية التي تستحقها، في ظل غياب رؤية واضحة تجاه هذه الفئة، وبصفتي نائبا عن الجالية الجزائرية بمارسيليا أدعو إلى الاهتمام بها حتى تكون قيمة مضافة للجزائر على مستوى التنمية الاقتصادية، وتكون قوة ضاربة بيد لبلد تدعمه من أجل مواجهة المخاطر. أما فيما يخص مجزرة شارلي إيبدو، فأنا أندد بهذا العمل الشنيع الذي ارتكب في حق صحفيين أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم عبروا عن أفكارهم، لأن حرية التعبير شيء مقدس لا يمكن أن نمس به، ومن يريد أن يشرف الرسالة المحمدية فعليه أن يشرفها بالعمل والاجتهاد، وليس بالغلو والتطرف والتعصب وبالإرهاب. ونحن نعمل الآن، كممثلين للمجتمع المدني وكنواب عن الجالية الجزائرية نهاية الشهر القادم، على تنظيم ملتقى حول ”حوار الأديان والثقافات والحضارات ودوره في العلاقات الدولية”، فاليوم هناك صراع بين النخب الفرنسية لأنهم متخوفين على مصير الأمة الفرنسية بحكم التواجد الإسلامي المتزايد بالمنطقة، حيث يرى بعض المفكرين المحسوبين على التيار الوطني وبعض منظري اليمين الفرنسي والأوروبي أن التصاعد الديموغرافي للمسلمين في أوروبا بات يهدد وجود أوروبا الأصيلة، لهذا نرى أنه لا يوجد بديل عن الحوار والمصالحة والتعايش مع بعضنا البعض. هذا هو الذي نعمل من أجله.ما هو دوركم كنائب في البرلمان عن الجالية الجزائرية في مارسيليا للحد من هذا الضغط؟كان من المفروض، في إطار لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الفرنسية، أن يكون هناك تحريك لإعطاء ديناميكية للجنة وفتح حوار ونقاش واسع لتخفيف حجم المعاناة التي تعيشها الجالية الجزائرية في الخارج. ولكن من جانب آخر علينا أن لا نغض البصر عن بعض السلوكات التي هي حقيقة للأسف تصدر عن المحسوبين على الجالية المسلمة، لهذا كنت أنا دائما ألح وأشدد على ضرورة أن يكون للجالية مساجد مرجعية حيث يكون الخطاب الديني وسيلة نركز من خلالها على تقديم الفهم الصحيح للدين ونحميها من الخطابات المتطرفة، خاصة وأن أغلب الأئمة في فرنسا هم ضحايا التسرب المدرسي وهم يصلون ويخطبون على جالية ويعطوها هذا الغذاء الروحي، وهذا خطر على الأمة، خاصة في ظل انتشار التيارات الوهابية السلفية بقوة في السنوات الأخيرة، وهنا يجب أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن بعض الدول الأوروبية لها مسؤولية لأنها كانت تغض النظر عن الجماعات المتطرفة، وكانت تساعد هذه الجماعات في التنقل إلى سوريا من أجل قلب أنظمة الحكم السائدة، وقلت في أكثر من مناسبة إنه سيأتي يوم سينقلب فيه السحر على الساحر.أقدمت السلطات الفرنسية الأسبوع الماضي على ترحيل جزائري قسرا من ترابها، كما أشارت بعض التقارير إلى أن 5 آلاف جزائري يرحلون من العواصم الأوروبية قسرا وهو رقم مخيف يستدعي الوقوف عنده، فما رأيكم؟ليس لدي معطيات دقيقة حول القضية، ولهذا أفضل التحفظ، لأن هناك علاقات بين الجزائر وفرنسا وكل دولة تتصرف وفق منظومتها القانونية، كما أن هناك تقاليد في التعامل الدبلوماسي بين البلدين، لكن ما نتمناه ونعمل من أجله هو أن تعامل الجالية الجزائرية باحترام وكرامة.المعارضة دعت الجالية للخروج إلى الشارع في الذكرى 44 لتأميم المحروقات، للتضامن مع سكان عين صالح والتنديد باستغلال الغاز الصخري، فهل كانت لكم نشاطات مضادة في هذا الإطار؟نشاطنا ومبادراتنا لا تكون دائما رد فعل على ما يقوم به الغير. الشيء الذي أتأسف له هو أن المعارضة فشلت في تحريك الجالية لأغراض سياسية في مرحلة معينة، وتحاول اليوم تدويل قضية استغلال الغاز الصخري في عين صالح، وهو تصرف غير بريء، وهنا يجب الإشارة إلى أن قانون الغاز الصخري صادق عليه البرلمان بغرفتيه في إطار نقاش ديمقراطي وشفاف، كما أن المسألة هي تقنية محضة تحتاج إلى رأي المختصين والتقنيين والخبراء، وليست قضية تهييج شارع من أجل قلب نظام سياسي أو من أجل الاستعداد لاستحقاقات قادمة، كما أن محاولة تدويل القضية وتحويلها إلى الخارج مرفوضة، لأن السيادة الوطنية ووحدة الوطن خط أحمر لا يجب أن نتجاوزه مهما كان موقعنا السياسي، سواء في السلطة أو المعارضة، لأن اللجوء إلى الشارع قد يؤدي إلى انزلاقات قد لا تحمد عقباها على الجميع، لكن هذا لا يمكن أن يكون ذريعة تستعملها الحكومة من أجل توقيف الإصلاح السياسي، لأن الجزائر بحاجة إلى إصلاح مرن في احترام وحدة الوطن والتراب ومصالح الشعب، لأنها ليست أمورا قرآنية وهي بحاجة إلى نقاش.الوضع اليوم أصبح مقلقا وأنا بصفتي نائبا أدعو المعارضة والجهاز التنفيذي إلى التعقل. صحيح قد لا نتفق، وقد نختلف، لكن الجزائر بحاجة إلى جميع أبنائها وبناتها، ومن هذا المنطلق أعتقد أنه لا يوجد عيب في أن تتريث الحكومة في قضية استغلال الغاز الصخري حتى لا تعطي الحجة لمن يريد أن يستغل هذه المناسبة لإحداث ضجة وبلبة تؤدي بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه، لأن وضعنا الداخلي ومحيطنا الإقليمي والجيوسياسي ليس في صالحنا، ولهذا أطالب بالحكمة والتعقل لأنني أخشى نصل إلى الانسداد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)