الجزائر - A la une

"مونولوغ قرين نقد لخمسين سنة من الحكم وليس تمجيدا للمناسبة"




قال الإعلامي والكاتب أحميدة عياشي، على هامش تقديمه للعرض الشرفي للمونولوغ الموسوم ب”قرين 1962”، أول أمس بقصر الثقافة بالعاصمة، أن العمل أراد من خلاله أن يعبر عن وجهة نظر نقدية لمثقف جزائري بعد مرور خمسين سنة على الاستقلال، بعيدا عن التمجيد والتهليل المعهود.
وأشار عياشي، في هذا الإطار، إلى أنه أراد تقديم مقاربة نقدية للتاريخ الجزائري عبر صراع مع الذات ومع الأخر بطريقة تكون أكثر صدق بعيدا عن المناسباتية بإبراز منه للجوانب النقدية وليس التمجيدية التي تركها، على حد قوله، “للخطاب الرسمي”، حيث اعتمد في بناء الأحداث على نصوص استوحاها من كتابات الكاتب “دو أرتو” التي عرفت بقسوة كلامها، مقدما صراعا مع نفسه أو قرينه حول مجموعة من الأوضاع السياسية والاجتماعية التي عاشها هو، ومن خلاله الشعب، في عديد المراحل في ظل سكوتهم الذي يشبه الحائط في صمته، معتبرا أن الشعب الجزائري خلال 50 سنة من الحكم لا يزال يتخبط في مشاكل وصراعات وأزمات لا تنتهي جراء التهافت على مناصب السلطة والطمع الذي مس أغلب المسؤولين، وعبر عن هذا أنه أراد تجاوز المسرح الخطي الذي يعتمد على عنصري الذهاب والإياب، وهو الفلك نفسه الذي ينطبق على السلطة في الجزائر منذ 50 سنة من الحرية إلى غاية السنة الجارية. وأضاف:”نفس العصبة بوتفليقة اليوم، بن بلة، الشاذلي، بومدين بالأمس، وبعد كل هذا يبقى نفس الجيل يتربع على مقاليد الحكم، كما أنه ينقل العدوى إلى الجيل الحالي من الشباب، فيعمل على زرع فيهم هذه الثقافة”.
من جهة أخرى نوه المتحدث أن تاريخ الجزائر وقيم نوفمبر تم تحريفها بعد سنة 1962، وهو ما استدعاه في هذا الصدد لأن يتحدث بلسان الممثل المثقف المنتسب إلى جيل هذا العصر، سواء الفنان أو الأديب أو الاعلامي، عن المجاهد الصافي وقيم الثورة والنضال التي تعرضت إلى التزييف والتغيير، ويقدم وجهة نظر عبر مونودرام جسده في شخصية “عبد القادر لبلاندي” الرجل القوي الذي يحمل جانبا من الضعف لكن لا يمكنه المقاومة إلا بواسطة الممثل.
للتذكير فإن هذا المونولوغ سبق أن عرض في ال8 أفريل الماضي في إطار فعاليات المهرجان الجهوي للمسرح المحترف في طبعته السادسة بسيدي بلعباس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)