مولودية وهران الطرفان المتنازعان يضغطان في كل اتجاه واللاعبون يهددون

تعيش أسرة مولودية وهران على أعصابها هذه الأيام، وهي تتابع يوميات الأزمة الجديدة المتفجرة بين الإخوة الأعداء مسيري الفريق، وترقب تحركات الطرفين المتنازعين، وسعيهما الحثيث كل واحد من جانبه لترجيح الكفة لمصلحته.
ففي هذا السياق علمت “المساء” من مصادر مقربة من مكتب الرئيس “المخلوع” يوسف جباري، أن هذا الأخير يلهث يمينا وشمالا لفتح رصيد بنكي جديد، بعدما تعذر عليه إعادة فتح الحالي بسبب رفض مدير البنك ذلك، رغم الوثائق التي جلبها معه جباري ليثبت له عدم شرعية تصرف الثنائي حسان كلايجي والعربي عبد الإله، وبالتالي تجميد الحساب البنكي للفريق، وهو ما اعتبرها المتتبعون لشأن “الحمراوة” بالضربة الموجعة لجباري، الذي وعد بإعادة فتح حساب الفريق غدا الثلاثاء، ويشرع بعدها في تسديد مستحقات اللاعبين كما وعدهم فور عودتهم من مدينة مغنية، التي تربصوا بها لأسبوع كامل رغبة منه في استمالتهم إلى جانبه في هذا الظرف بالذات، بعدما ظل يماطل في منحهم أموالهم، وطلب من المناجيرالعام حدو مولاي طمأنتهم بأنهم سيتلقونها نهاية هذا الأسبوع.
وكانت بعض الأطراف الخيرة، قد حاولت جمع الطرفين المتخاصمين حول طاولة واحدة لتسوية خلافهما وديا خدمة للفريق المقبل على خوض موسم جديد، يتمناه “الحمراوة” أفضل من سابقيه، لكن محاولتها باءت بالفشل في ظل تصلب موقف الطرفين، وانعدام الثقة بينهما بدليل ما أسرّ به الرئيس المؤقت لمجلس الإدارة العربي عبد الإله لمقربيه، من أنه لن يأمن على نفسه من الآن فصاعدا من جباري الذي أراد سجنه -حسبه-، بعدما أخلف وعده وضرب عرض الحائط بكل ما تعهد به له ولأعضاء مجلس الإدارة، خاصة تسوية الديون العالقة.
إلى ذلك، يكون مقربون من بلحاج أحمد المعروف ب«بابا”، قد أسروا أن هذا الأخير أبدى رغبته في قيادة الفريق مؤقتا، إلى غاية انضمام النادي نهائيا إلى مؤسسة نفطال، لكن شريطة عدم بقاء يوسف جباري في الشركة.
في خضم ذلك، يبقى اللاعبون ومعهم الطاقم الفني يترقبون أي جديد من أي طرف كان بخصوص أموالهم، وحسبما علمت “المساء” من أكثر من لاعب تحدثت معه، فإنهم لايستبعدون الدخول في إضراب إلى غاية تسوية مستحقاتهم، بعدما بلغ أسماعهم تجميد الحساب البنكي للفريق، وفي انتظار التيقن من جدية تهديداتهم، يكونون قد عادوا أمس مساءا إلى أجواء التدريبات، التي يعتزم المدرب البلجيكي لوك إيمايل التخفيف من نسقها الذي ظل مرتفعا ومكثفا قبل وأثناء تربصي تونس ومغنية، وهذا تحسبا للمنافسة الرسمية التي سيسبقها خوض أشباله للقاء ودي تحضيري غدا ابتداء من الساعة السادسة والنصف مساءا، قد يكون الأخير بملعب الوحدة الإفريقية بمعسكر أمام الغالي المحلي.
إيمايل مستاء من وضعيته في الفريق
ويبقى المتضرر الأكبر من الوضعية الحالية للمولودية الوهرانية، المدرب البلجيكي لوك إيمايل الذي كان ينتظر تلقي أمواله، فإذا به يفاجأ بانقلاب الأوضاع، ورغم التطمينات التي تلقاها من قبل المناجير العام حدو مولاي، إلا أنه وحسبما بلغ “المساء” يفكر جديا في رمي المنشفة في الساعات القليلة القادمة، والعودة إلى بلده لشغل منصبه من جديد كأستاذ للرياضة في معهد بروج، الذي يعد مورد رزقه الوحيد، إذا ما لم يتضح أفق الفريق الذي قال إنه يرغب في مواصلة العمل به، لكن ليس في وضعية تعرف تناسل المشاكل.
وتزامن استئناف التشكيلة للتدريبات مع وقفة احتجاجية، قامت بها مجموعة من الأنصار الموالين لجباري مساء، بملعب أحمد زبانة احتجاجا على خلعه من قبل مجلس الإدارة، كما يكون الرئيس المؤقت لهذا المجلس العربي عبد الإله قد فكر في الاستنجاد بمصالح الأمن لتأمين تدريبات الفريق، وقد يلجأ إلى حرمان الجمهور من حضورها في حال وقعت تجاوزات في احتجاجات أمس.