الجزائر

موضوع المسرحية يفرض طبيعة اللّغة..


يرى الكاتب المسرحي عثمان زلاط، أن من أبجديات الكتابة المسرحية المعاصرة حسن اختيار اللغة الأقرب إلى الجمهور، والتي يمكن من خلالها توصيل الرسائل بكل سلاسة، مشيرا أن لغة العمل المسرحي غالبا ما تكون رهنا للموضوع الذي يعالجه.أكد عثمان زلاط في تصريح ل«الشعب" على ازدواجية اللغة المستعملة عموما في الكتابة للمسرح الجزائري "الفصحى" و«العامية أو الدارجة"، مضيفا أن "هذا التزاوج هو أصلا قاعدة أساسية من قواعد لغة المسرح، وبالتالي – يقول - "لابد أن يأخذ كاتب النص المسرحي بعين الاعتبار أن المجتمع الجزائري يعتبر كتابا مفتوحا على كل الاحتمالات، وهو أيضا جمهور ذواق ومتعطش لعروض راقية وفي المستوى".
وقال زلاط إن المقصود هنا كل شرائح المجتمع، وعلى الكاتب أو المؤلف المسرحي أن يكون محنكا ومدققا في كتابة النص الذي يقبله المسرح والجمهور واستعمال اللغة الأنجع لتبليغ رسائله."
وفي حديثه عن خصوصيات المسرح الجزائري، قال زلاط: "مسرحنا لا يختلف عن المسارح الأخرى (الإيطالي أو الكلاسيكي..) زمان معين ومجتمع له عقيدته وتوجه بيداغوجي ورؤية، ونتحدث هنا على بلد يعتبر قارة بكل تنوع لهجاته وتقاليده وثقافاته المحلية وتراثه وأكلاته وآثاره"، لذلك يجب "على من يكتب المسرحية أن تكون له على الأقل لغة وسيطة تفهمها كل شرائح المجتمع في كل مدينة وفي كل مكان".
وزد على هذا - يضيف زلاط - "أن من أسرار النجاح أن يكون الكاتب المسرحي موضوعيا جدا في اختيار كلماته التي يخاطب بها جمهوره، وأن يستعمل الحنكة والإنسانية والدقة في كتابة النص الذي يقبله المجتمع ويتفاعل معه، وأضاف: "للمسرح لغات عديدة.. 14 لغة في المجموع، منها الميمية، الايحاء، الحركة، التقنيات الحديثة.. وغيرها."
أما المجتمع الجزائري – يقول زلاط - فهو ذواق ومتفاعل جدا مع أكثر من لغة، خاصة العامية واللغة العربية الفصحى، والسبب في ذلك يعود إلى "الحس الثقافي والوعي الراقي الذي يتصف به"، مؤكدا أنه "على أهل الميدان الفني والمسرحي التفكير مليا وجليا في اللغة التي يخاطبون من خلالها الجمهور، لإيصال الفكرة مباشرة".
وأكد الكاتب المسرحي أن "التأليف للركح في الجزائر واختيار اللغة غالبا ما يكون حسب الموضوع؛ فحين يكون هذا الأخير خاص بفئة وشريحة معينة من المجتمع تكون اللغة المستعملة خاصة بها أيضا".
وفي سياق آخر، كشف زلاط أن "المؤلف المسرحي يلجأ إلى استعمال اللغة الفصحى متى تكون الكتابة خاصة بالملحمة التاريخية أو الوطنية، حيث علينا أن نعطيها اللغة الراقية التي تسمو إلى درجة العمل"، وأضاف - في السياق - إننا حين نكتب عن ملحمة تاريخية أو ثورية أو قضية حرية مثلا، وهو الشأن حول ما يكتب للقضية الفلسطينية على سبيل المثال، فلابد من توظيف لغة الضاد لأن الرسائل التي تحملها مثل هذه الأعمال ليست موجهة للجمهور الجزائري فقط، بل ستتعدى الحدود، فالثقافة لا تؤمن بالحدود الجغرافية بين المجتمعات، ولأن أهل المسرح هم في الأصل سفراء سلام ومحبة وتحضر وأخوة وحياة جميلة وسعيدة"، فإن الاستعانة باللغة العربية هي رسالة إلى كل العالم العربي، لأن القضية ليست قضية جهوية أو قضية منطقة أو فئة معينة من المجتمع، بل هي قضية أمة بكل شرائحها".
ويشكل اللجوء إلى اللغة العربية الفصحى في مثل هذه الأعمال، بحسب زلاط "ورقة رابحة تساهم في انجاح العمل المسرحي، خاصة في ما يخص المسرحيات والملحمات الكبيرة، إلى جانب أنه سيسهل ترجمتها إلى عدة لغات في ما بعد، خاصة إذا كانت مسرحية تحث على السلام والمحبة الدولية والعالمية".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)