تستمر بمتحف الفنون الجميلة فعاليات التظاهرة الفنية ''نبضات صوتية'' التي تنظمها مجموعة من الفنانين وتستمر إلى غاية السبت المقبل بحفلات ومحاضرات وكذا ورشات حول الموسيقى الإلكترونية، بالإضافة إلى عرض أفلام تجريبية عربية.
وفي هذا السياق؛ تم أمس بمتحف الفنون الجميلة، تنظيم ورشتين فنيتين، الأولى من تنشيط الفنان البلجيكي سي-دريك فرمون تحت عنوان ''أساليب وتقنيات المجال التسجيلي''، أعقبتها ورشة ثانية هذه المرة من تنظيم الفنان البلجيكي أيضا سيدريك ستيفنس بعنوان ''التقنيات المختلفة لإنتاج الموسيقى الإلكترونية''، في حين سيكون الجمهور غدا على موعد مع عرض ثمانية أفلام تجريبية عربية وفيديوهات لفنانين من المغرب والمشرق العربيين وهذه المرة بقاعة فيلماتيك ''محمد زينات''.
ويتناول مخرجو هذه الأفلام العديد من المواضيع الساخنة ويطرحون أسئلة وجودية وسياسية وجمالية، كما يبرزون من خلال أعمالهم الفنية هذه هويتهم التي تبلورت عبر تزاوج بين ثقافتهم الأصلية وثقافة البلدان التي احتضنتهم؛ فمنهم من اختار الترحال عن حب وآخر فعلها عن مضض، بالمقابل؛ سيتم بعد غد وبنفس القاعة إحياء حفلات موسيقية من تنشيط الفنان الجزائري ''نيبا لوس'' في نوع ''باور إلكترونيك'' التجريبي، يليه حفل للفنان البلجيكي سيدريك ستيفانس في نوع التجريبي و''الدرون''، ومن ثم وصلة موسيقية للفنان البلجيكي ''سي-دريك فرمون'' في نوع ''إلكترو-صوتي''، ومن ثم تنتهي الحفلة بوصلة مرتجلة يقدّمها الفنانون الثلاثة.
أما يوم اختتام التظاهرة، السبت المقبل، فسيحتضن متحف الفنون الجميلة، قراءات ونقاشات حول الموسيقى التجريبية في إفريقيا وآسيا من تقديم ''سي-دريك فرمون''، الذي سيقدم مداخلة يتحدث فيها عن وجود الموسيقى التجريبية في دول غير الدول الغربية التي تعرف بمعقل هذه الموسيقى (باريس وكولونيا ونيويورك)، إذ أنّها موجودة وبقوّة في دول مثل لبنان، الصين، تونس، تركيا، إيران واليابان وغيرها.
وسيواصل سي-دريك مداخلته وهذه المرة حول الموسيقى الصاخبة، حيث سيعرض تجربته في هذا المجال من خلال تقديم مقطوعات موسيقية ومعلومات حول الموسيقى الصاخبة، لتكون خاتمة هذه التظاهرة إحياء حفل كبير حول الموسيقى التجريبية والإلكترونية الجزائرية بالمتحف من تنشيط الفنان الجزائري ''أ.كا.اش'' في النوع التجريبي والفنان الجزائري ''دي'' في نوع ''البانك'' والفنانان البلجيكيان سي-دريك في نوع ''بريك كور'' والتجريبي وستيفنس في نوع ''أسيد'' و''التجريبي''.
للإشارة؛ فإن سي-دريك فرمون فنان بلجيكي متعدد المواهب، موسيقي ومغنٍ ومؤلّف أغانٍ، من أصول يونانية، ولد في الكونغو الديمقراطية، عاش في بلجيكا وهولندا ويقيم حاليا بألمانيا، درس الموسيقى الصوتية بكونسرفتوار مون ببلجيكا، ألّف العديد من المقاطع الموسيقية الخاصة بالأفلام القصيرة والرقص والمسرح، وأسّس شركة موسيقية ''سيرف'' خاصة بالموسيقى التجريبية القادمة من إفريقيا وآسيا، وتهدف إلى اكتشاف وتشجيع الفنانين المختصين في هذا الطبع، كما صدر له كتاب يحكي تاريخ الموسيقى التجريبية.
وتعاون سي-دريك مع فنانين مختلفين مثل ميك هاريس، دامو سوزوكي وليو شاو يون، وله العديد من الألبومات من بينها ''أكسيوم''، ''الأوتار تمطر''، ''لوديكتات''، ''كيرداك''، ''الموت مبكرا''،''أكسيوم''، و''لن تعود لنا الكونغو''.
من جهته؛ بدأ سيدريك ستيفنس مسيرته الفنية كـ''دي جي'' ومؤلّف المقطوعات الموسيقية، تخصّص في ''التكنو'' وتحوّل إلى أشهر الموسيقيين البلجيكيين في هذا التخصّص، حيث نشّط العديد من الحفلات في بلده وفي خارجها، أسّس بدوره شركة موسيقية ''الف كوت'' والتي تهتم بالتجديد في عالم الموسيقى، وخلال أربع سنوات من وجودها صدر لها عشرة تسجيلات لتصبح من بين أهم الشركات المتخصّصة في الموسيقى الإلكترونية.
وصدر لسيدريك ستيفنس ألبوم ''الجنوب لا الشمال'' والذي حقّق نجاحا كبيرا وألبومات أخرى كثيرة وشارك الفنان -مؤخّرا- في معرض ''هل كل أنواع القسوة تمكّننا من قول إنّ هذا المعرض هو على شاكلة مركز كهربائي؟'' والتي عرض فيها عملا مختصا في السمعي البصري أنجزها بالتعاون مع الفنان التشكيلي سارج قولويشت.
أكد الأستاذ موسى بلعرج، أنّ مظاهرات 11 ديسبمر 1960جاءت عقب مظاهرات قام بها معمرون فرنسيون متعاطفون مع شعار ''الجزائر فرنسية''، ضدّ سياسة ديغول. مضيفا أنّ شرارتها الأولى اندلعت في بلوزداد في 10ديسمبر 1960 وبالضبط في الرابعة والنصف بعد الزوال. حينما اعترض فرنسيون طريق شباب جزائريين مباشرة بعد خروجهم من قاعات السينما التي كانت تملأ الناحية...
وأضاف السيد بلعرج أثناء مداخلته التي قدمها أول أمس بمركز التسلية العلمية حول مظاهرات 11ديسمبر رفقة المجاهد حسين الطاهر، أن الخلية المدنية لجبهة التحرير الوطني بالعاصمة استغلت الوضع وقامت ليلة قبل الحادث بالتحضير للمظاهرات، حيث نظمت الصفوف وخاطت الأعلام وكتبت الشعارات لتنطلق المظاهرات في 11ديسبمر .1960 وأشار بلعرج إلى أنه عقب الاشتباكات التي حدثت بين الجزائريين والفرنسيين يوما قبل المظاهرات، حدثت اضطرابات في أكثر من منطقة في العاصمة لتنتقل العدوى إلى باقي نواحي البلد يوم 11ديسمبر 1960 وتستمر إلى غاية 16من نفس الشهر، حينما طالب فرحات عباس، المتظاهرين، في خطاب له، بالتحلي بالهدوء. وأكد المتحدث أن مظاهرات 11 ديسبمر كانت عبارة عن انتفاضة شعبية استغلتها الجبهة، علاوة على كونها مظاهرة مضادة لمظاهرة الفرنسيين ضد ديغول، والذين ندموا لاستدعائهم لتدعيم سياسة ''الجزائر فرنسية''. بالمقابل، أشار المحاضر إلى كل الوسائل التي استعملها ديغول ضد الجزائر كالوسائل العسكرية والنفسانية وطلبه التفاوض بدون شروط من الحكومة الجزائرية المؤقتة إلى غاية اقتناعه باستحالة إطالة الاستعمار الفرنسي في الجزائر. أما عن اهتمام الجبهة بضم الشباب إلى صفوفها، فقال موسى أن ديغول قام بإطلاق سراح ثوريين مسجونين إلا أنهم لم يستطيعوا العودة إلى الثورة نظرا للمراقبة اللصيقة التي كانوا يتعرضون لها من سلطات الاحتلال، ففكر مسؤولو الجبهة في حل آخر تمثل في ضم الشباب إلى صفوف الجبهة، مثلما كان عليه الأمر مع المتحدث الذي انخرط في القسم العسكري للتنظيم بالعاصمة وعمره لا يتجاوز 41سنة، ليقوم بالعديد من العمليات ويكون أيضا شاهدا على هذه المظاهرات.
من جهته، تحدث المجاهد حسين طاهر عن كل الوسائل الوحشية التي استعملها ديغول لتثبيط عزيمة الثوار والحفاظ على الاستعمار الفرنسي، مثل اعتماده على 700 مظلي في الجزائر العاصمة بقيادة ماسو من ''الأقدام السوداء''، علاوة على تنظيمه عمليات مثل عملية ''جومال''، التي كانت بحق ''جهنما'' على المجاهدين واستشهد إثرها كل أعضاء كتيبة تقريبا ( 110عضو إلا 5 او6 فقط)، كما كادت الولاية الثالثة أن تندثر إثر هذه العمليات العسكرية الشديدة. وأضاف سي الطاهر أن مظاهرات 11 ديسمبر استشهد فيها شباب في عمر الزهور مثل فريد مغلاوي ابن المدنية الذي استشهد وعمره لا يتجاوز 11سنة، أما صليحة وتيقي ابنة بلوزداد فاستشهدت في عمر 12 سنة. مؤكدا في السياق، أن ما حدث في مظاهرات 11ديسمبر 1960 كان بمثابة ''ديان بيان فو'' نفسي للفرنسيين، الذين أدركوا حينها أن وجود فرنسا في الجزائر لن يطول. ونوّه سي الطاهر بالحس الوطني للجزائريين في تلك الفترة، وهم الذين كانوا يرددون مثلا عبارة ''عربي عربي ولو كان الكولونيل بن داود''، إذ التقى نابليون بونابرت حينما زار الجزائر سنة 1855 بطفل اسمه بن داود فقرر أن يدخله المدرسة ليتحول في كبره إلى كولونيل وبعد 40 سنة من الخدمة في الجيش العسكري، تقاعد بن داود وارتدى اللباس التقليدي أمام دهشة الفرنسيين، حيث لم ينس هذا الجزائري أصوله وتقاليد أهله ولو خدم في الجيش الفرنسي أبد الدهر. كما رفض سي طاهر تسمية ما كان يحدث في الجزائر العاصمة بـ ''معركة الجزائر''، حيث قال إن المعركة هي التي تحدث بين طرفين يمتلكان تقريبا نفس المعدات، وهو ما لم يكن متوفرا في العاصمة، حيث لم يكن للثوريين بهذه المنطقة معدات توازي ما كان يملكه العدو الفرنسي. واستطرد أن تسمية ''معركة الجزائر'' أطلقها صحفي فرنسي في كتاب نشره.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/12/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com