الجزائر

موسكو وواشنطن تتبادلان التهم بالفشل في سورية



موسكو وواشنطن تتبادلان التهم بالفشل في سورية
تبادلت الولايات المتحدة وروسيا، التهم بشأن انهيار هدنة مدتها سبعة أيام بواسطة أمريكية روسية، يوم الاثنين الماضي، وما آلت إليه الأوضاع في سوريا بعد أسبوع من المحادثات الدبلوماسية الشاقة.ورغم تفاقم الاتهامات بينهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن وزيري الخارجية خارجية البلدين تعهدا بمواصلة المحادثات على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 300 ألف قتيل في خمس سنوات، وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على وجوب إنقاذ خطط الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الصراع في سوريا لأنه لا بديل عن ذلك. وجاءت تصريحات لافروف في وقت تتعرض فيه مدينة حلب لقصف جوي من طرف القوات السورية التي تصر على استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وانتقد لافروف واشنطن لإخفاقها في السيطرة على الجماعات المسلحة التي تدعمها. وقال لافروف إن شرطا رئيسيا للهدنة كان أن تنأى الجماعات المسلحة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة بنفسها عن الجماعات المتشددة. وقال لافروف إن المعارضة شنت 350 هجمة على مواقع القوات السورية في حلب منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ يوم 12 سبتمبر. وتشترط موسكو على واشنطن أن تتنصل الفصائل المقاتلة المعتدلة عن جبهة فتح الشام، النصرة سابقا، والتي لم تشملها الهدنة.وأكد لافروف، في حوار مع قناة ”روسيا” أمس أن بلاده لن تنظر بجدية في طلبات وقف أعمال الطيران الروسي والسوري بشكل أحادي الجانب. مضيفا: ”إذا كان الأمر سيتلخص مجددا في الطلب من القوات الجوية الفضائية الروسية والقوات الجوية السورية القيام بخطوات أحادية الجانب للتوقف لمدة 3 - 4 أيام لإقناع المعارضة بالابتعاد عن ”جبهة النصرة”، فلن نأخذ هذه الأحاديث على محمل الجد. وأوضح لافروف أنه لا مجال لاستئناف الهدنة في سوريا إلا على أساس العمل الجماعي، مؤكدا أن روسيا لا ترغب بحرب أهلية واسعة النطاق في سوريا.وبشأن الغارة الأمريكية الأخيرة على مواقع للجيش السوري في محيط دير الزور، كشف وزير الخارجية الروسي عن اعتذار أمريكي للرئيس السوري بشار الأسد. وقال سيرغي لافروف على شبكة التلفزيون الروسي يوم أمس، في رد له على سؤال بشأن ما إذا اعتذرت الولايات المتحدة إلى الرئيس السوري عن توجيه الضربة الجوية للجيش السوري في محيط دير الزور: ”نعم، اعتذرت”. فاينانشال تايمز: ”كيري في ورطة لا يحسد عليها”ومن جهته، لم يتحدث كيري الجمعة صراحة عن فشل، لكنه لم يخف تشاؤمه بشأن استئناف المفاوضات السياسية حول سوريا، واكتفى بالإشارة إلى ”تقدم محدود جدا ” بعد لقائه لافروف. لكن في جلسة مجلس الأمن الدولي الأربعاء، اعتمد كيري خطابا أكثر حدة محملا موسكو ”مسؤولية ” غارة دموية استهدفت قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة الاثنين.وفي السياق نشرت صحيفة فاينانشال تايمز في عددها الصادر، يوم أمس، مقالا لجيف داير من نيويورك بعنوان ”هجوم سوري يترك كيري في مأزق”. ويقول كاتب المقال إنه بينما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماع يسوده التوتر بشأن إحياء الهدنة التي انهارت في سوريا، تلقى اتصالا من أحد مستشاريه أن الرئيس السوري بشار الأسد بصدد شن هجمات جوية على حلب.وتقول الصحيفة إن كيري، الذي يسعى سعيا دؤوبا لمحاولة حماية المدنيين في سوريا قبل أن يغادر منصبه بعد أربعة أشهر، يشعر بأن يديه مكبلتان نتيجة لعدم رغبة البيت الأبيض في التدخل بصورة أكبر في الأزمة السورية، ولعزوف وزارة الدفاع الأمريكية عن التعامل مع موسكو والحكومة الروسية التي لا ترغب بدورها في الضغط على الأسد. ويقول داير إن مقترح كيري بشأن مقترح تعاون الجيشين الروسي والأمريكي في قتال الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا لقي معارضة البنتاغون.ويدعو الاتفاق الذي أعلن منذ أسبوعين بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف إلى ”تبادل الدولتين المعلومات الاستخباراتية” بين واشنطن وموسكو بشأن الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا، والعمل على إيجاد خطة موحدة لاستهدافها. لكن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية صرح، يوم الخميس، ”لا أعتقد أنها ستكون فكرة جيدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الروس”. ويختتم صاحب المقال قائلا، إن ”جميع الامور آلت لوضع كيري في ورطة لا يحسد عليها”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)