الجزائر

موسكو تلتزم بدعم الجزائر في مكافحة الإرهاب في الساحل



أكدت موسكو أمس استعدادها لتطوير الشراكة مع الجزائر في المجالين العسكري والاقتصادي، وقالت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف في أعقاب المحادثات التي أجراها مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، أن روسيا تدعم الدور النشيط الذي تلعبه الجزائر في ضمان الأمن ومواجهة الإرهاب في منطقة الساحل. كما أفضت زيارة مدلسي إلى تأكيد تطابق وجهات نظر البلدين حيال أهمية معالجة الأزمة السورية على أساس مبادرة جامعة الدول العربية.ثمن وزير الخارجية الروسي تنامي الشراكة بين الجزائر وروسيا، وقال لافروف خلال ندوة صحفية مشتركة إلى جانب نظيره مراد مدلسي نشطاها صباح أمس في موسكو »إن الجانبين تطرقا في المباحثات بينهما إلى وضع وآفاق العلاقات الثنائية التي تتنامى«، واستطرد وزير الخارجية الروسي قائلا إنه »راض عن تطور العلاقات بين روسيا الاتحادية والجزائر والطابع الرفاقي الصريح الذي تتسم به تقليديا«.
وشكل اتفاق الشراكة الإستراتيجية الموقع بين الرئيسين بوتفليقة وبوتين في موسكو في شهر أفريل 2001، وهو الاتفاق الذي أتاح للجزائر الاستفادة من تحويل الديون الروسية إلى استثمارات، محور تقيم خلال محادثات مدلسي ولافروف الذي أعلن أمام الصحفيين، أن بيان الشراكة الإستراتيجية لا يزال ذا أهمية حيوية، حيث قال »يستمر بين بلدينا الحوار السياسي المكثف. كما تتطور العلاقات في المجالين الاقتصادي والعسكري التقني، الأمر الذي يتماشى مع البيان نصا وروحا«، وأبرز مدلسي من جانبه الإمكانات الإضافية المتاحة للتعاون بين البلدين وقال» تشهد روسيا نموا اقتصاديا يتعلق بانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية. ونحن أيضا بصدد الانضمام إلى هذه المنظمة وتطوير شراكتنا الإستراتيجية مع روسيا الاتحادية«.
وأكد مدلسي أنه ناقش مع نظيره الروسي ملف التعاون الأمني ومواجهة الإرهاب في منطقة الساحل، مبديا ارتياح الجزائر للدور الذي تلعبه روسيا في جهود مكافحة الإرهاب قائلا في رده على أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص »يسرنا أن تشارك روسيا في هذه الجهود«، معربا عن قناعته بأهمية مشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا لجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب بالمنطقة.
من جهتها ثمنت موسكو على لسان رئيس دبلوماسيتها الدور النشيط الذي تلعبه الجزائر في ضمان الأمن ومواجهة الإرهاب في منطقة الساحل. وشدد لافروف على دعم بلاده لها وقال »لا ندعم هذه الجهود فقط فحسب بل ونتعاون بنشاط مع الجزائر في بذلها سواء كان على المستوى الثنائي أو في الإطار المتعدد الأطراف أو في إطار المنتدى العالمي لمواجهة الإرهاب والذي تم تشكيله في سبتمبر الماضي في نيويورك«.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية أمس عقب محادثات مدلسي مع نظيره الروسي مدى تطابق وجهة نظر البلدين حيال الأزمة السورية الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي خلال الندوة الصحفية المشتركة صرح فيها أن»وجهات نظر روسيا والجزائر تتفق حيال الوضع في سوريا وحيال ضرورة معالجة الأزمة الداخلية الحادة في هذا البلد على أساس اقتراحات جامعة الدول العربية ومن دون إنذارات«، مضيفا بخصوص الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلا إن »روسيا والجزائر تتفقان في موضوع ضرورة احترام سيادة القانون واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخلات خارجية«.
كما شدد وزير الخارجية الروسي على أن »منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحاجة إلى مثل هذه المواقف، حيث تؤمن روسيا والجزائر بضرورة الاعتماد على السبل السلمية وحدها لحل القضايا الموجودة عبر بدء حوار وطني واسع تشارك فيه جميع الفرق السياسية والطائفية، كي يكون الحوار على أساس التوافق حول تطوير الدول والمجتمعات«.
وقال لافروف أن »الجزائر تشاطر موقف روسيا من تطورات الأوضاع في التسوية الشرق أوسطية وانعدام التقدم في هذا الاتجاه في الآونة الأخيرة«. وذكر ذات المتحدث أن »روسيا بصفتها عضو في اللجنة الرباعية والجزائر بصفتها عضو في الجامعة العربية مهتمتان بتجاوز الطريق المسدود الذي وصلت إليه عملية السلام في أسرع وقت«.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)