للدبلوماسية الجزائرية صولات وجولات في مسارها المتميز منذ أن أعدت حضورها السياسي الأول في مؤتمر باندونغ بأندونيسيا حيث عرفت ولأول مرة بالقضية الجزائرية، كمسألة تصفية إستعمار، وبرعت في النقاش والتحليل لدحر أفكار فرنسا الإستعمارية وبرزت معها أسماء لامعة من المناضلين الدبلوماسيين كآيت أحمد، الذي شغل المحافل الدولية حينها بقضية الجزائر والثورة تشتعل وتزلزل أركان قيادات أركان الجيش الإستعماري، زادت هذه الدبلوماسية حنكة، لا سيما مع تأسيس الحكومة الجزائرية والمؤقتة، لتسند مهام الخارجية للراحل سعد دحلب، مناضل من الرعيل الأول وسياسي حمل على أكتافه عبء المرافعة الحادة في سبيل التحرير .إن مفاوضات إيفيان كمحطة حاسمة في تاريخ دبلوماسيتنا، بينت أن الوفد الجزائري، فكك كل قنابل فرنسا المؤقتة (فصل الصحراء، الثروات) وأقحم الوفد الفرنسي على الرضوخ رغم أنفه للمطالب الجزائرية، فكانت قصة الراحلين بومنجل وبن يحيى ورضا مالك ليكتبوا صفحة مشرفة في الأداء الدبلوماسي رغم حداثة تجربتهم أمام أدمغة باريس.
وهكذا، إفتكت الجزائر حريتها وسارت هذه الدبلوماسية لتكون صوت الوطن، في العالم، والمرافعة الجريئة على أمهات القضايا العالمية وبرزت أسماء مرموقة كعبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية وقتها ومواقفه المشهودة في الدفاع عن فكرة النظام الإقتصادي الدولي العادل، ونصرته لقضايا التحرير...
هذا غيض من فيض لدبلوماسية، ماحدت يوما عن مبادئها الثابتة لأنها بكل بساطة خرجت من رحم الحرب التحريرية وتعرف ماهية معاناة الشعوب المقهورة وثمن الدفاع عن الحرية الغالية، والحفاظ على السيادة الوطنية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م بن علال
المصدر : www.eldjoumhouria.dz