توالت الصدمات في الأيام الأخيرة على سكان وزوار عاصمة الشرق الجزائري، بعد أن اتضح أن ما سُمي بورشات عمل، مجرد ذرّ للرماد في العيون، حيث صار الأمل هو أن تعود قسنطينة كما كانت على الأقل، إذ أن البلاط الذي وُضع على الأرصفة أسوأ من سالفه، وأن الصباغة التي طليت بها البنايات أسوأ من التي كانت عليها، وبعد الرسائل الكثيرة التي بعثها المواطنون إلى مختلف الهيئات والوزارات لإنقاذ المدينة، والتي قوبلت باللامبالاة، تدخّل نهار أمس السبت عدد من الشباب بالقوة، ومنعوا مقاولة من تخريب سلالم أثرية جميلة مصنوعة من الحجر الأزرق النادر، تصل منطقة الكدية بشارع بن مليك بوسط المدينة، وهي في حد ذاتها تحفة كانت تتطلب الترميم وليس التبديل الكلي بما هو أسوأ، وقال المحتجون للشروق اليومي، أن ما حدث هو تبذير مفضوح للمال العام، لأن الصفقات وزعت بطريقة فولكلورية، وأكد الأستاذ نور الدين خلفي، وهو مهندس معماري، ورئيس جمعية حماية التراث والبيئة والمحيط العمراني أنه راسل كل الهيئات المحلية والمركزية، لأجل توقيف المهزلة، لأن ما ينجز حاليا لا يصلح للاستعمال البشري - حسب قوله - وقد تطوّرت الأحداث زوال أمس عندما اتهم مقاول المهندس المعماري بالتعدي عليه، وهو ما نفاه شهود عيان فتدخلت مصالح الأمن واستدعت المهندس المعماري.وهناك عمليات كثيرة كان الهدف منها مجاملة هذه المقاولة أو تلك على حساب المال العام، الذي منحته الدولة لتنحرف التظاهرة الثقافية إلى أبعاد إسمنتية، مواطنون آخرون قاموا بجمع أكثر من 14 ألف توقيع وكتبوا رسالة للسيد وزيرة البيئة والوزير الأول، لتوقيف زرع الزهور البلاستيكية في قلب المدينة، بدلا من الزهور الطبيعية، كما هو حاصل في كل بلاد العالم بما فيها الصحراوية الحارة، بينما جاءت الصدمة من شارع عواطي مصطفى، حيث تم تخريب قرابة نصف كيلومتر من الرصيف واتضح أن ما قيل عن تحويله إلى تحفة مجرد وهم، لأن الرصيف الجديد عادي ودون سابقه، كما أن الوجه الباهر الذي قيل عن جديد دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، صدم كل سكان المدينة، لأن الدار الجديدة، صارت أشبه بدار للبريد ملوّنة بشكل لا "جمال" ولا "ثقافة" فيه، وبقيت الكثير من الورشات لغزا محيّرا، فهي لا تتقدم أصلا وتنذر بتحويل المدينة إلى أضحوكة وسط عجز المسئولين عن إنقاذها بعد أن تم توزيع الصفقات بالارتجالية والمجاملة وأشياء أخرى، على الكثير من الذين لا خبرة لهم بما في ذلك الأجانب، وعلى بعد أسابيع من افتتاح عاصمة الثقافة العربية قام المسئولون بتجميد الكثير من المشاريع التي اطلع عليها الوزير الأول، ومنها درب السياح وتهيئة نصب الأموات وحديقة سوسة وغيرها من المشاريع التي لن تنطلق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com