الجزائر

مواطنون يتهمون “مافيا العقار" بطمس معالم أثرية وتحويلها إلى ملكية خاصة



مواطنون يتهمون “مافيا العقار
المعتز بالله
طالب مواطنون يقطنون ببلدية أمدوكال بباتنة السلطات المحلية والمسؤولين قطاع الثقافة بالتدخل العاجل لمنع استغلال أوعية عقارية تحتوي تحفا ومواقع أثرية هامة، من طرف ما وصفوهم بمافيا العقار التي تسعى إلى الاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي وتحويلها إلى ملكية خاصة بطرق غير مشروعة، مما يجعل حسبهم آثارا تؤرخ لحقب زمنية متعاقبة على المنطقة لاسيما الإرث الحضاري لتاريخ الملكة الكاهنة تذهب في مهب الريح.
وحسب السيد “ع ت« الذي يؤكد أن عائلته هي المالكة الشرعية لمساحات شاسعة من العقار الذي يحتوي مواقع أثرية ومعالم هامة، وبعض الأشخاص الذين يشكلون عصابة مافيا في مجال العقار من بينهم منتخبون بالمجلس الشعبي البلدي للبلدية في عهدته السابقة والذين حسبه ظلوا لسنوات طويلة يجتهدون في طمس كل المعالم الأثرية بالمنطقة ونهبها مع تحويل الأراضي الفلاحية إلى أراض ميتة بغرض الاستيلاء عليها لاحقا وهو ما تم فعلا رغم المساعي الحثيثة لمنع ذلك من طرف المهتمين وذوي الحقوق.
تصرفات ملتوية و«تزوير" للاستيلاء على تراث وطني
يشير المتحدث إلى وجود عصابة متكونة من أشخاص محدودي العدد استغلت تواجد الورثة الحقيقيين للعقارات في الجزائر العاصمة، فاستحوذت على مساحات شاسعة مستعملين في ذلك التزوير، ومن بين المواقع الأثرية الهامة بالمنطقة مقبرة الكدية التي حسب محدثنا تم تقسيمها بواسطة طريق عابر ومقبرة الملوك المتواجدة تحت الأرض والتي تم تغطية مدخل الممر المؤدي إليها بواسطة الحجارة والتراب بغرض طمس كل ما يتعلق بالآثار، إضافة إلى بناء مسكن فوضوي مع وضع أعمدة ضخمة تتعلق بالهاتف النقال داخل تراب المقبرة ومجمع للمياه.
وحسب ما ذكره المتحدث فإن الأرض الموضوعة عليها الأعمدة الهاتفية تم تأجيرها من طرف أحد أقاربه رغم كونها منطقة أثرية ولا يجب استغلالها. وفي سياق متصل أشار محدثنا إلى مقبرة أخرى تعتبر من أقدم المقابر غير أنها اقتلعت من جذورها ولم تعد موجودة بعد أن تم حمل رفات الموتى إلى جهة مجهولة وتحويلها إلى سوق تم توقيف نشاط التجار به فيما بعد، وقد تم إنجاز طريق في وسطها يربط بين بلديتي أمدوكال وبن سرور، إضافة إلى مقبرة الولي سيدي الحاج وسي محمد الحاج التي بني فوق أرضها جامع سمي باسم سيدي الحاج، وفتح طريق فيها مع تمرير قنوات صرف المياه والغاز.
تحف أثرية تعود إلى الملكة الكاهنة اختفت تماما
أما فيما يتعلق بقصر الملوك فقد تم إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى كهف القصر بواسطة حائط إسمنتي رغم أنه يعتبر من أهم الكنوز الأثرية في المنطقة عبر التاريخ. ومن بين ما يوجد أسفل القصر الذي بني فوقه جامع، حمام الملكة الكاهنة الذي تم تغيير وجهه الأصلي حسب محدثنا وطمس كل معالمه التاريخية، وهو ما يطرح ألف سؤال وسؤال حول سبب الطمس الذي تتعرض له المنطقة خاصة بهذا المعلم المهم جدا، وعما إذا كانت هناك أسباب لأغراض منفعية مادية بالدرجة الأولى تقف وراء هذا الاعتداء.
وحسب المعلومات التي استقيناها من العارفين بالموضوع فإن طمس المعالم الأثرية بمنطقة أمدوكال لم يقف عند هذا الحد، بل إن العديد من التحف الأثرية اختفت تماما على غرار طاولتين حجريتين تعودان إلى عهد الملكة الكاهنة التي توارثتها عن أجدادها حيث اختفت الطاولتان. ويتهم واحد ممن تحدثنا إليهم أطرافا معينة بإخفاء الكنوز الأثرية، فيما تعود إحدى الصخور الضخمة إلى عهد ما قبل الإسلام كما جاء في تصريح السيد “ع ت« وهي الصخرة التي اختفت بدورها. وأشار إلى أن اختفاءها جاء على أساس مصلحة بعض الأشخاص في اختفاء كل ما يتعلق بالآثار، مضيفا أن الصخرة منقوش عليها كتابات قديمة غير مفهومة قد تكون رومانية أو أمازيغية.
مطالب بإيفاد لجنة تحقيق إلى البلدية
أما منبع رأس العين الذي كان يبدأ من جبال الطريفات وينتهي عند حمام قصر الكاهنة مرورا بالبساتين حيث كانت تسقى منه آلاف الأشجار والنخيل ومئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، إلا أنه بين سنتي 2003 و2004 تم إغلاق هذا المنبع مما عاد سلبا على الحدائق الغناء التي تعرضت للجفاف فيما بعد. ويتساءل مواطنون عن اختفاء مخرج المياه بهذا المنبع المصنوع من البرونز والذي ظل لقرون خلت يراوح مكانه إلى غاية يوم إغلاق هذا المنبع الذي يعد بدوره تراثا طبيعيا هاما بالمنطقة. ويؤكد مواطنون أنهم يمتلكون أدلة دامغة بشأنه ويطالبون بالتحقيق العاجل في هذه التجاوزات من أجل حماية تاريخ المنطقة، وإيقاف زحف الإسمنت بطرق غير مشروعة على معالم تاريخية تشكل جزءا هاما من الخارطة الأثرية والسياحية في الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)