الجزائر

مواطنون غاضبون يحاولون الاعتداء على زعماء الأحزاب في حملاتهم الانتخابية



مواطنون غاضبون يحاولون الاعتداء على زعماء الأحزاب في حملاتهم الانتخابية
شهدت حملة الانتخابات البرلمانية في الجزائر ظاهرة محاولة الاعتداء على زعماء الأحزاب السياسية خلال المهرجانات والتجمعات التي ينظمونها من أجل حث المواطنين على التصويت لصالحهم، وتعكس محاولات الاعتداء هذه التي تعتبر ظاهرة جديدة رفضا لشرائح واسعة من المجتمع لهذه النخبة السياسية، والغريب أن الذين تعرضوا لمحاولات الاعتداء هم أولئك الذين يصنفون أنفسهم في خانة 'المعارضة' التي تريد أن تكون بديلا لنظام الحكم.
وتكررت ظاهرة محاولة الاعتداء على زعماء الأحزاب خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من مرة، وكان عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية وأحد رموز التيار الإسلامي أول زعيم سياسي تعرض لمحاولة اعتداء من طرف أحد أعضاء حزبه، وكان ذلك في ولاية سطيف (300 كيلومتر شرق العاصمة) وكان جاب الله يخطب في أعضاء حزبه بشأن أحد أعضاء مجلس الشورى، الذي قام بطرده مؤخرا، مؤكدا على أن هذا الأخير يروج لإشاعات حول الرقم الثاني في قائمة الحزب للانتخابات النيابية القادمة، وأن هذا العضو المفصول يدعي أن الرقم الثاني يملك محلا لبيع الخمور، ولم ينتبه جاب الله أن الرجل الذي كان يهاجمه موجود بين الجموع، والذي انفجر في وجه 'الشيخ' بكل ألفاظ السب والشتم التي يمكن تصورها، وحاول الاعتداء عليه جسديا، لولا تدخل الحراس الشخصيين لجاب الله الذين قاموا بحمايته وتأمين سيارته.
ولم تسلم حتى لويزة حنون زعيمة حزب العمال (تروتسكي معارض) من مشهد مهين، فحنون التي تقدم نفسها دائما على أنها آخر المدافعين عن العمال و'البروليتاريا' تفاجأت خلال تجمع عقدته بولاية 'تيزي وزو' (120 كيلومتر شرق العاصمة) بقيام عشرات الشباب بترديد شعارات وهتافات مناهضة لها، متهمين إياها بالتخندق في صف النظام، وقد وصفت بعض الصحف موكب زعيمة العمال بأنه 'أشبه بموكب الوزراء'.
ورغم أن منظمي التجمع حاولوا طرد الشباب الغاضبين إلا أن الأمر خرج عن السيطرة، واضطر رجال الأمن للتدخل من أجل تمكين لويزة حنون من مغادرة القاعة تحت حراسة أمنية مشددة، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها مسؤول سياسي لمحاولة اعتداء في ولاية تيزي وزو منذ بداية الحملة الانتخابية.
وتكرر المشهد مع أبو جرة سلطاني زعيم حركة مجتمع السلم (تيار إسلامي) والذي يخوض الحملة في إطار تحالف يضم ثلاثة أحزاب إسلامية، فبالرغم من أن هذا الحزب خرج من التحالف الرئاسي منذ عدة أشهر، وصعد من خطابه ولهجته وأصبح يرفع شعار التغيير في هذه الانتخابات، أسوة بوصول التيار الإسلامي للحكم في عدة دول عربية، إلا أنه صدم بتعرضه لمضايقات لمضايقات عند تنقله إلى مدينة 'قصر البخاري' (150 كيلومتر جنوب غرب العاصمة) وقد تطورت المناوشات إلى حد رشق سلطاني والوفد المرافق له بقارورات بلاستيكية وحجارة من طرف بعض الشباب الغاضبين والرافضين للحملات الانتخابية والذين فقدوا الأمل في الأحزاب السياسية، واضطر زعيم حركة مجتمع السلم إلى إلغاء المهرجان الذي كان يعتزم القيام به، وغادر المدينة تحت حراسة أمنية مشددة.
وتبرر أغلبية الأحزاب هذه الاعتداءات بأنها 'مؤامرة' مدبرة من خصومها، الذين يكونون قد جندوا 'بلطجية' من أجل إفساد حملاتهم الانتخابية، لكن الحملة الانتخابية هذه المرة هي الأكثر برودا، رغم محاولات الأحزاب والسلطة النفخ فيها بكل الطرق والوسائل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)