-وضعية الإعلاميين في الجزائر متردية في ظل انعدام نقابة تجمعهم تحت ظلهافي حوار جمعنا مع الإعلامي والدكتور في كلية الاعلام والاتصال، الأستاذ أحمد غربي، حدثنا عن حال القطاع ومشاكله عموما، خاصة السمعي بصري وما آل اليه اليوم في الجزائر بعد الانفتاح، وتطرق إلى معاناة الصحفيين من ظروف مهنية واجتماعية متردية في ظل انعدام وجود نقابة تدعم حقوقهم، وفي سياق آخر، سلط غربي الضوء على واقع ومستقبل الصحافة الالكترونية والتحدي الذي تواجهه الصحافة الورقية في هذا الإطار.
حاورته: سيرين حمشاوي
– خضتم في مجال الاعلام منذ سنوات عدة.. كيف تقيمون مسيرتكم مع القلم والميكروفون، وهل حققتم ما كنتم تصبون إليه في القطاع؟
شكرا على الاستضافة، وتحية عطرة لجريدة “الحوار” وكل طاقمها الصحفي والإداري، مسيرتنا لحد الآن ما زالت متواضعة بين القلم والصورة والالكتروني،بعد 7 سنوات يمكنني أن أقول ان المشهد الإعلامي في الجزائر ما زال يعاني من نقائص ومشاكل حققنا بعض ما كنا نصبو إليه وما زالت المسيرة متواصلة للسعي وراء الأفضل وتقديم الأحسن للقارئ بحكم اتجاهنا نحو التحرير والعمل في مجال الصحافة الالكترونية.
-بعد الانفتاح الذي شهده قطاع السمعي البصري.. هل أضاف ذلك إلى المشهد الإعلامي في الجزائر؟
لم يضف بقدر ما ازداد عدد المشاهدين الرافضين لمحتوى بعض القنوات وبرامجها، فحدث هناك خلط وتعدد للقنوات وإغلاق بعضها الآخر، فأنا أرى أن القنوات الخاصة ما زالت تعيش مرحلة الطفولة، لا بد لها أن تتطور باحترافية ومهنية أو أن تتبدد.
-هل ترون أن هذه القنوات قادرة اليوم على المنافسة؟
طبعا هناك منافسة ظاهرية بين القنوات، لكن هل هذه المنافسة مهنية وتتم على أسس صحيحة؟، ما نشاهده اليوم هو مجرد تغطيات أو فتح نقاش حول مواضيع الساعة، هناك انتاج لا يستمر، ووضع اقتصادي يهدد مصير بعض القنوات بالغلق، وهناك صحفيون لم يتلقوا أجورهم منذ أشهر.. هذه العوامل تنعكس على أداء القنوات والمنافسة عموما.
-تنقلتم بين عديد القنوات التلفزيونية من “الاجواء” الى “البلاد نيوز” و”التلفزيون الجزائري”.. ماذا اضافت هذه التجارب الى رصيدكم؟
تنقلت بين عديد القنوات من “الأجواء” الى “البلاد” الى “الوطن” فقد أضافت هذه التجارب في تشكيل أحمد غربي الصحفي، فالممارسة الصحفية اليومية تكسبك العديد من المهارات وتقوي رصيدك المعرفي والمهني والعلاقات، وبالتالي فتجربتي مع القنوات الخاصة اوصلتني الى نتيجة ان مهنة المتاعب في الجزائر ما زالت بعيدة عن الاحترافية وتتطلب اعادة النظر من الجميع وإلا سنبقى في الفوضى والدعاية.
-كيف ترون وضعية الإعلاميين في الجزائر؟
وضعية الاعلاميين في الجزائر تدعو إلى دعم حالتهم الاجتماعية ووضعيتهم، لا يوجد لحد الآن نقابة مستقلة تدافع عن حقوق الصحفيين، رغم أن الجزائر خطت عدة عقبات في تطوير مجال السمعي البصري، لكن وضعية الإعلاميين تستحق الاهتمام اكثر، لماذا الاعلاميين الجزائريين ناجحون في الخارج وهنا يعانون من عدة مضايقات أو تثبيطات أو اراء تهبط معنويتاهم او تحد من قدارتهم، الجواب ضمن طيات هذه الاشكاليات المطروحة.
-يتخرج سنويا الآلاف من الطلبة من معهد الإعلام.. برأيكم أي مستقبل ينتظرهم؟
يا اما يتجهون للعمل في نفس المجال، او يقتحمون مجالا اخر بعيدا عن الصحافة، او يعيدون التكوين، او يواصلون في تخصص اخر يفتح لهم افاقا في سوق العمل.
– يتهم الجيل الجديد من الصحفيين بتردي مستوى القطاع.. هل توافقونهم الرأي؟ وهل أصبح التكوين في المعهد غير كاف؟
تردي مستوى الصحفيين حقيقة موجودة، وعلى العموم في كل الدول العربية، ليس فقط في الجزائ،ر مرده إلى عدة أسباب، من بينها ضعف تكوين الصحفيين وعدم اهتمامهم بالصحافة المكتوبة، اختلال في القاعدة المعرفية لبعض منهم، وكذلك اقتحام دخلاء المهنة للمجال.
هذه الأسباب أراها في رأيي مهمة ساعدت في تدني مستوى المعالجة الإعلامية، سواء في الصحف المكتوبة أو في القنوات الخاصة، لكن هذا لا يعني وجود حالات من الصحفيين الشباب الأكفاء الذين يسعون لتقديم أعمال مميزة تستحق التشجيع والإبراز.
-من خلال ممارستكم الصحفية.. هل تؤيدون فكرة اتجاه الصحافة الإلكترونية لإلغاء الورقية؟
أي نعم، مهنة المستقبل هي الصحافة الإلكترونية، لكن أنا مع رأي الذين يرون أن الصحافة الالكترونية ودعائمها من مواقع التواصل الاجتماعي مكملة للصحافة الورقية.
-هل تتمتع الصحافة الإلكترونية بالمهنية والموضوعية؟
بعض عناوين الصحف الاكترونية في الجزائر تسعى لتحري المصادر الصحيحة قبل نشر الخبر بمهنية، ونحن نرى أن الصحافة الالكترونية يجب أن تتسم بالمسؤولية والمهنية والموضوعية قبل كل شيء.
-هل هناك منافسة بين الصحافة الإلكترونية والورقية؟
هناك سبق صحفي وعوامل أخرى تؤثر على مقروئية المكتوب، لكن ليس هناك منافسة حقيقية بقدر ما هناك اشكال تنظيم عمل سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي تعتبر أن الصحافة الالكترونية في الجزائر تابعة للصحافة المكتوبة حسب القانون العضوي للإعلام 2012 الذي اعتبرها نشاطا مكتوبا ينشر عبر الانترنت.
-هل أصبحت الصحافة الإلكترونية اليوم تتصدر المرتبة الأولى في الجزائر؟
لا أظن ذلك.. يبقى الاهتمام بالصحافة المكتوبة يحتل الصدارة مع القنوات الخاصة بفعل التمويل من الإشهار نأمل مستقبلا أن يؤمن مسؤولو المؤسسات الاعلامية بأهمية الجانب الرقمي بإصدار النسخ الالكترونية لجرائدهم وقنواتهم وحسابات عناوينهم على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الثقافة الرقمية يجب أن ترسخ لدى الجميع، وأن تلقى الدعم الكافي والانتقال من المطبوع إلى الرقمي.
-هل أخذت الصحافة الإلكترونية حظها من الدراسة والبحث؟
نعم يوجد هناك دراسات جامعية في الجزائر تتحدث عن الصحافة الالكترونية، مثلا أنا أعمل حاليا على تلقي المواضيع الثقافية عبر الصحف الالكترونية الجزائرية، لذلك هذه الدراسات تساهم في التراكم المعرفي وإعطاء صورة عن المشهد الاعلامي الجزائري.
-ماذا تقولون عن حرية التعبير؟
هناك هامش للحرية مع الصحافة الالكترونية بالمقارنة مع المكتوبة، لكن هذا لا يعني أن تلتزم الحياد وبأخلاقيات المهنة والمسؤولية. وهناك بعض العناوين في الصحافة الالكترونية تابعة لمؤسسات اعلامية، وهناك الصحف الالكترونية المحضة التي تتبع لرجال أعمال أو مسؤولين او ممولون يوجهون الخط الافتتاحي للمؤسسة.
– هل يمكن وصف مبدع يشرف على مدونة يسجل فيها همومه ومشاكله ويرصد فيها أحداث الذات والمجتمع والحياة من حوله دائم الولوج إليها ومتابعة ما يحدث بدأب ومثابرة بصحفي إلكتروني؟
الصحفي الالكتروني يجب أن يكون متمكنا من طريقة الكتابة الصحفية على دعامة جديدة “مواقع الواب”، أما ما يعرف بنشر مواطن ما لأخبار على مدونته أو على صفحته على الفايسبوك فيعتبر بما يسميه البعض ب “صحافة المواطن”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/11/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مولود صياد
المصدر : www.elhiwaronline.com