المخرج السوري الدكتور عجاج سليم الجفيري، عضو لجنة التحكيم بمهرجان الطبعة التاسعة للمسرح العربي المنظم بوهران ومستغانم، أستاذ الفنون الدرامية بجامعة دمشق، كما أخرج العديد من الأعمال المسرحية التي بقيت في الذاكرة، منها مسرحية «فرقة سنا». «المساء» التقت بالدكتور عجاج وأجرت معه هذا الحوار:ما تقييمكم لواقع المسرح العربي ؟يعيش المسرح العربي حاليا واقعا مترديا مختلفا تماما عن سنوات الستينات والسبعينات عندما كانت الحركة المسرحية مشتعلة في الوطن العربي آنذاك. كما أن الانتعاش الذي عرفه منذ 15 سنة كان فقط من الجانب التجاري على حساب المضمون، علاوة على معاناته من جمود في القوانين والتشريعات الخاصة به، وكذا بفعل الظروف السياسية والاقتصادية وكذا الاجتماعية التي يعيشها الوطن العربي، وبالتالي وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ما عدا التجربة التونسية التي تعتبر الوحيدة التي نجحت في صنع الاستثناء لأسباب عديدة أهمها دعم الدولة للفرق المسرحية الخاصة التي جعلت منها شخصية اعتبارية واستقلالية إلى جانب توفير مساحة من الحرية، فالمسرح له تأثير مباشر على الجمهور الذي لاتستطيع أي وسيلة اتصال أخرى تحقيقه.ما السبيل لخلق جيل يحب المسرح ؟تحتاج المسألة إلى تكامل الجهود على المستوى العربي وهذا من خلال الاهتمام بمسرح الطفل ويبدأ ذلك من الأسرة، فعندما نعوّد أطفالها على المسرح، نعلمهم احترام وتقبل وجهة نظر الآخر، فكلما بنينا مسرحا أغلقنا سجنا وكسبنا جيلا من الشباب الواعي، فالمسرح يحمي أبنائنا من خطر التطرف.ماذا أضافت هيئة المسرح العربي للمتلقي المحلي ؟أضافت له الكثير ويكفي أن الهيئة العربية للمسرح، هي المنظمة الوحيدة التي نجحت حاليا في إحداث الحراك المسرحي بالوطن العربي، وما سواها لا تتعدى تجارب متواضعة، فلولا مبادرة الشيخ سلطان في أن يكون للمسرحيين العرب، بيت، لما تمكنوا من ملامسة العمل المسرحي للبلدان العربية والتعرف على محاولات بعض الفرق الجادة التي بدأت تظهر ببلدان عربية منها فرقة «الدرن» بعمان والمجلس الثقافي للفنون بالكويت، وبعض الفرق بالجزائر والمغرب التي تعمل بإمكانيات قليلة برغم شغفها وعشقها للمسرح.هل أثرت الحرب في سوريا على المسرح ؟الحرب في سوريا أثرت في كل سوري وعلى جميع المستويات، من منا لا يتأثر بصور القتل والدمار التي تحدث من حوله؟ ومع ذلك المسرح لازال يقاوم ويرفض محاولة إيقاف الحياة ولا زلنا نحلم بإحلال السلام فينا الذي سنراه قريبا.يطلق البعض على المسرح مسميات مرتبطة بالمنطقة أو البلد الذي ينحدر منه، منها المسرح العربي الانجليزي. كناقدٍ أيُّ مقومات يجب توفرها في المسرح حتى يصنف هكذا؟نعم التسميات التي تطلق على المسرح لا تعدو أن تكون للبلد فعندما نقول «المسرح العربي» نقصد بهِ النتاج المسرحي المُقدم باللغة العربية والمُستنبت على الأرض العربية، أما «المسرح الإنكليزي» فالأمر هُنا مُختلف تماماً لأن الظاهرة المسرحية مُكتملة العناصر والمُقومات وهذا بفعل وجود أدب مسرحي إنكليزي قائم بذاتهِ، فضلاً عن باقي العناصر الأُخرى.من خلال خبرتك الطويلة في المهرجانات، ما هي نصيحتك للمسرحيين الشباب من كتاب ومخرجين وممثلين؟الحياة لا تكون إلا من خلال الأمل والحلم، نصيحتي لكل الشباب أن يتمسكوا بأحلامهم ويسعوا لتحقيقها، والآن الفرص متاحة، وهناك نقطة مهمة من يريد أن يعمل في المسرح وجب عليه أن يعشق المسرح، ونحن مستعدون لمساعدة أي فرقة شابة في مجال العمل المسرحي وبدون أي شروط مُسبقة.هل من مشروع مسرحي جديد ؟أنا بصدد إخراج عمل مسرحي جديد يحمل عنوان «هيب هوب» بالإنجليزية يعني الأمل، وتعكف حاليا فرقة مسرحية بسوريا على تجسيده تتناول أحداثه قصة شخص يتاجر بمآسي الناس وتمكينهم من السفر للخارج بمقابل مادي، الفرقة المسرحية تتدرب تحت القصف، نعم فعروضنا رغم كل شيء تلقى إقبالا واسعا من قبل الجهور السوري .المخرج المصري هاني عفيف خلال ندوة صحفية: هدفي كسب الجمهور الجزائري والعربيقال المخرج الشاب، هاني عفيفي، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بفندق ميريديان، أنه لثاني مرة يشارك عرضه المسرحي «زي الناس» في تظاهرة خارج مصر، حيث سبق له وأن شارك به في مدينة صفاقس ليحط رحاله هذه المرة بوهران في إطار مهرجان المسرح العربي.وفي رده على سؤال «المساء»، حول سر نجاح أغلب عروض مركز الإبداع الفني بالأوبرا بمصر التي تجمع بين القيمة الفنية والمتعة، قال إن ذلك يكمن في التدريب الجاد. أما عن عرض «زى الناس» المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان والمأخوذ عن عمل» القاعدة والاستثناء» لبرتولد بريخت، ترجمة عبد الغفار مكاوي، فأشار المخرج إلى تقديم الممثلين رسالة النص المكتوب باللغة العربية الفصحى مع إضافات مرتجلة بالعامية تربطه بالواقع المعاصر دون خروج عن طبيعة الموضوع.بالمقابل، تتناول المسرحية، تتناول قصة تاجر يود المشاركة في عملية التنقيب عن النفط، فيستأجر لرحلته دليلا، وحمالا، وفي أثناء الرحلة يقع الخلاف بين التاجر والدليل فيقرر هذا الأخير التخلي عن مهمته التي توكل إلى الحمال.وتعكس المسرحية التي عرضت الخميس الفارط بركح مسرح عبد القادر علولة، الصراع الفكري الطبقي بين كل من التاجر، والحمال، أثناء رحلتهما معاً في الصحراء، وتتصاعد الأحداث بين الفاعل «التاجر»، والمفعول به دائماً «الحمال». فالتاجر الثري مستبد يخشى من أحقاد الآخرين ومثل هذه الشخصية النجم هشام إسماعيل المعروف بفزاع كما مثل دور الراوي ببراعة وبساطة في الانتقال بين الشخصيتين، فيما جسد ماهر محمود دور الدليل الذي يرمز إلى الطبقة المثقفة السلبية الحائرة بين الأثرياء والكادحين والتي تختفي عند احتدام الصراع.بينما لعب شادي عبد السلام دور الحمال الأجير الساذج والمقهور النقي السريرة الذي لا يحمل في قلبه إلا كل مودة وتسامح ولا يطمع في أكثر من ضمان لقمة العيش، فيما تألق الممثل كريم يحيى في تخليق الكوميديا الصوتية بأسلوب غاية في الروعة والجمال.كذلك نجحت الممثلة سارة يحيى في لعب أكثر من شخصية كلها لرجال، ربما من باب التنوع وإظهار القدرة على التلوين في الأداء التمثيلي أما سارة هريدي فقد جسدت دورين الأول كوميدي لفتاة جاهلة متطفلة ترغب في التمثيل دون موهبة أو دراسة والثاني تراجيدي لأرملة الحمال الأجير، حيث استطاعت بذكاء أن تقنع المتلقي بالدورين متناقضين في نفس الوقت في جمالية خدمت النص إلى حد كبير ضمن رؤية مختلفة للمخرج المبدع هاني عفيفي في معالجته للراهن العربي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : خ نافع
المصدر : www.el-massa.com