الجزائر

مهرجان الفيلم الملتزم يتعاطف مع القضايا الإنسانية الغرب قام على صناعة الفقر وإسرائيل تأسست على الإرهاب



تميز اليوم الثالث من مهرجان ''أيام الفيلم الملتزم''، الذي تحتضنه حاليا قاعة ''متحف السينما'' بالجزائر العاصمة، بعرض ثلاثة أفلام وثائقية، تصور زيف العالم، وتفضح الدعاية الغربية والصهيونية بواسطة نقطتين عبر العالم، هما فلسطين وأمريكا الجنوبية.  يتساءل فيلم نهاية الفقر للمخرج فليب دياز، عن أسباب امتلاك خمسة وعشرين بالمائة من سكان العالم ما يعادل خمسة وثمانين في المائة من الثروة العالمية. ولماذا يمتلك اثنان في المائة من سكان البرازيل، مثلا، ثلاثة وأربعين في المائة من الأراضي، بينما يعيش باقي السكان على حافة الفقر. ويتهم دياز حكومات الدول المتقدمة، التي امتلكت العالم وتقاسمته بغية تقديم حياة كريمة لمواطنيها على حساب ثروات شعوب الجنوب، بصناعة الفقر والبؤس. تظهر جغرافيا العالم في فيلم دياز، المتواجد حاليا في الجزائر، في صورة غير عادلة، حيث يموت إنسان من الجوع كل ثلاث ثوان، ويقضي ثمانمائة مليون شخص ليلته جائعا، ويوجد ضمن هؤلاء 300 مليون طفل. ويرجع دياز أسباب الأزمة المالية الحالية إلى السياسات الرأسمالية التي استمرت لقرون عديدة من غير أي اعتراضات، وانتهت إلى تشجيع ظاهرة المضاربة على حساب الإنتاج.
وفي نفس اليوم، أي أول أمس، عرض فيلم وثائقي آخر للمخرج الأمريكي أوليفر ستون بعنوان جنوب الحدود ، الذي يقدم الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، بوصفه زعيماً وطنياً، على خلاف الصورة الدعائية التي تروّجها وسائل الإعلام الأمريكية باعتباره القوة السلبية في المنطقة ، والرئيس الذي يشكل أكثـر خطورة على الولايات المتحدة مما كان عليه فيدال كاسترو، أو أنه أخطر من بن لادن .  وإلى جانب تشافيز، تنتقل كاميرا ستون إلى البرازيل، والأرجنتين، والإكوادور، وبوليفيا، وصولاً إلى كوبا، لإبراز الحركات الوطنية التي تسعى للتمسك بمبدأ السيادة الوطنية. ويظهر في الفيلم الوثائقي الزعيم كاسترو معترفا بأنه ليس عراب هذا التوجه الوطني التحرري اليساري، ومؤكداً أن لكل من هؤلاء الرؤساء توجهه وأفكاره الجديدة، وأن الواقع هو من يفرض هذا التوجه العام حاليا في أمريكا الجنوبية.
ويخلص ستون إلى أن هؤلاء الرؤساء لا يرغبون في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، بل يسعون لأن تكون المصالح متساوية، من أجل تطبيق سياسات عادلة تخدم مصالح الشعوب، وليس الشركات الكبرى. وليس بعيدا عن بؤر الصراع، تكشف المخرجة الفلسطينية، راما ماري، في فيلمها الوثائقي الأرض تتكلم عربي ، أكاذيب المؤسسة الايديولوجية الصهيونية، التي جردت الفلسطينيين من أراضيهم بالقوة واللجوء إلى الإرهاب. وتتوقف راما ماري عند ما جرى سنة 1948 وظروف تجريد السكان الفلسطينيين من سلاحهم من قبل الاحتلال الإنجليزي، كتمهيد لقدوم مستوطنين إسرائيليين مسلحين، قاموا باغتصاب الأراضي الفلسطينية بالقوة، ولجأوا إلى الكذب للتأسيس لأسطورة المجتمع الديمقراطي والحداثي في الشرق الأوسط .
كما تكشف راما ماري أكاذيب زعماء الحركة الصهيونية، على غرار حاييم ويزما، الذي كان يقول: نحن اليهود ولدنا على أجنحة السلام، ولم نمس السكان الأصليين بأي أذى . غير أن شهادات مواطنين فلسطينيين عايشوا مأساة 1948 تؤكد مدى العنف والإرهاب الذي مارسه عليهم جنود الهجانة الإرهابيين، لإخلاء أراضيهم وإحلال محلهم مهاجرين يهود.
للعلم، يعرض مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات المهرجان، فيلم إكوادور لجاك سرازان، على الثالثة زوالا، وفيلم ناميبيا للمخرج الأمريكي شارل بينيت، على الساعة الخامسة. والدخول مجاني بالنسبة للجمهور.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)