وفيلمان طويلان الكوبي "خوزي مارتي عين الكناري" للمخرج فيرناندو بيريز فالديس، والكندي "أقدام حافية في الثلج" للمخرج فرنسيس لوكلار.وقد تابع الجمهور الوفي للشاشة الفضية وللمهرجان ما تبقى من عمر التظاهرة السنوية حتى أخر لحظة، رغم أن قاعة ابن زيدون التي احتضنت الحدث الثقافي السينمائي لمدة عشرة أيام، من 1 إلى 9 ديسمبر، بدت شاحبة بعض الشيء برحيل ضيوف المهرجان والجمهور لكنها كانت تتسلى بما تبقى منهم في انتظار طبعة أخرى من مهرجان الفيلم الملتزم.يروي فيلم أقدام حافية في الفجر" جوانب مقتضبة من حياة المغني الكندي "فيليكس لوكلار"(1914-1988) وهو والد المخرج، ولعب دور البطولة فيه حفيده "ليولوكلار"، وقد استلهم الفيلم من السيرة الذاتية الروائية للمغني نفسه. يعود الفيلم وهذا الاقتباس السينمائي الحر بالمشاهد إلى طفولة فيليكس الغنية والنموذجية لفترة ما بين الحربين العالميتين.كما يسلط الضوء على مختلف الروابط المتنوعة التي تنسج بين شخصيات متقاربة ومتباعدة من محيط المغني في سن الصبا تركت أثرها البالغ في مخيلة المؤلف، هي بمثابة نوستالجيا المكان والزمان والشخوص في ذاكرة ومخيلة ووجدان ليو على ضفاف سان موريس. فيحكي علاقتة بأسرته والدته وأخته الصغيرة وجده ووالده الذي يتنقل معه كونه كان موزعا للحطب على السكان يقتطعها من الغابات مرورا بواد سان موريس على متن عربته التي يجرها حصانان. وكذا علاقته بشابة يعتني لها بحصانها فتدعوه مرة لحضور حفل يحضره الكبار تكريما له.هي الحياة وسط الثلج والأشجار العالية والسكنات المبنية بالحطب وسرورة الحياة الرتيبة البطيئة الإيقاع مما انطبع على الفيلم، وكذا العيش معا في انسجام وتضامن ووئام. صاحبت الموسيقى التي كانت حزينة وهي تعزف على ألة "التشيلو" أطوار الفيلم أيام الثلج الطويلة ولما انزاح الثلج واعشوشبت وأزهرت الطبيعة وترقرقت المياه في الوادي القريب، صارت موسيقى الكيتار هي السائدة إعلانا للفرح والبهجة التي كانت تبدو على حركة الناس في المدينة.للعلم فإن فرانسيس لوكلار من مواليد سنة 1971 في كيبيك حيث درس علوم الاتصال بجامعة لافال ثم خاض بنجاح في إخراج الكليبات والومضات الإشهارية وألَّفَ أربعين فيلما قصيرا. كما أثمرت تجربته في الأفلام الطويلة السينمائية والتلفزيونية عن أربعة أفلام حاز بها على عدة جوائز بصفته كاتبا ومخرجا.أما الفيلم الروائي الكوبي "خوسي مارتي، عين الكناري" لمخرجه فيرناندو بيريز فالديس، فحضرته سفيرة كوبا بالجزائر كلارا ماغاريتا بوليدو. ويروي الفيلم حكاية الثورة الكوبية والنضال ضد المحتل الإسباني الذي دام أربعة قرون في البلاد، عبر جزء من سيرة شاب مناضل يدعى "خوسي مارتي" المولود بالعاصمة هافانا في العام 1853. هو نضال شباب متعلم مثقف ومفكر ضد الاستعمار من خلال صار يحسب له الإسبان ألف حساب وغدا مع مرور الزمن رمزا صارخا من رموز النضال في أمريكا اللاتينية.يعرج الفيلم مصورا طفولة خوسي ابن ضابط في صفوف الجيش الإسباني ويهاجر مع عائلته إلى بلدة أخرى تبعا لعمل والده، فيشاهد ما ترتكبه السلطات الاستعمارية مع أصحاب الأرض الأصليين يتأثر بذلك ويكبر على حب النضال والمقاومة، ويعتنق الفكر الثوري السائد وقتها، يساهم في توعية الفكر الكوبي بمقالاته ونضالاته فيدخل السجن يشارك في ثورة 1895، ليقتل بعدها في نفس السنة في معركة "دوس ريوس".للعلم خوسي مارتي، عَينُ الكناري يعتبر خوسي مارتي المولود سنة 1853 بهافانا رمزا من رموز تاريخ أمريكا اللاتينية. كان شاهدا خلال طفولته على فضائع العبودية التي تركت فيه أثرا لا يمحى وجعلت منه شاعرا وفيلسوفا وصحفيا ومناضلا من أجل الاستقلال والحداثة، ذاق ويلات السجن والمنفى وقاده نضاله الوطني لرفع السلاح خلال ثورة 1895 حيث قُتِلَ في 19 ماي من نفس السنة في معركة دوس ريوس. لا يقترح علينا الفيلم سيرة كاملة لهذا البطل بل سردا لحياة مارتي ما بين سن التاسعة والسابعة عشر، وهي سنوات حاسمة في تحديد مصيره كما تُشَكِّلُ مسارا روحيا يثير الدهشة.للعلم فإن المخرج والكاتب فيرناندو بيريزفالديس ولد سنة 1944 في كوبا حيث تحصل على شهادة في اللغة والأدب الإسبانيين بجامعة هافانا، التحق سنة 1962 بالمعهد الكوبي للفن والصناعة السينمائية حيث عمل كمساعد لأكبر المخرجين. بدأ في 1975 بإخراج أفلام وثائقية متميزة تبعتها أفلام روائية حازت على عدة جوائز.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/12/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz