توافدت العائلات العاصمية في سهرة رمضانية مميزة على فضاء "أقورة" برياض الفتح، للتمتع بأصوات شابة قدمت من كل أنحاء الوطن لتؤدي أغنية الشعبي وتسير على نهج الشيوخ السابقين الذين أسسوا لهذا الفن.وحسب ما جاء في الموقع الرسمي للمهرجان فإن ثلاثة شبان وشابة واحدة تنافسوا في اليوم الأول من الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي، وكان هدفهم الأول إمتاع الجمهور خاصة من العائلات الحاضرة بقوة، حيث كانت البداية ب بغداد ضاوية القادمة من ولاية الشلف والتي تعتبر الصوت النسوي الوحيد في الطبعة العاشرة من المهرجان، واستطاعت أن تسجل حضورها بقوة من خلالها أدائها الراقي الذي يوحي بموهبتها الصوتية الفريدة التي تمتزج بين الرقة والأداء والأسلوب الذي يميل إلى الطابع الأندلسي.أدت المشاركة قصيد " ألايم علاش تلوم" لأحمد تركي، وأبدعت في طريقة تقديمها للجمهور، والدليل التفاعل من جانب هذا الأخير، وعن مشاركتها قالت بغداد ضاوية أنها كانت تحلم منذ الصغر بالمشاركة في المهرجانات، والتي حسبها تساعد على التعرف بالممارسين لهذا الفن، مضيفة بأن الهدف من المشاركة هو التعلم والاحتكاك بباقي المنافسين، وأكبر فوز بالنسبة لها هو الغناء أمام هذا الجمهور التواق للفن الراقي.عاشوري مختار القادم من بجاية والذي سبق له المشاركة في هذا المهرجان بداية من الطبعة الأولى سنة 2006 لتليها مشاركة أخرى في 2007 واحتل فيها المرتبة الخامسة، عاد في الطبعة العاشرة من أجل إثبات نفسه من جديد، خاصة مع إعادة نظام التصفيات المحلية وهو الأمر الذي استحسنه مختار، مضيفا بأنه يطمح هذه المرة للتميز أكثر ولما لا الفوز بإحدى الجوائز، رغم أن هدفه الأسمى هو إرضاء الجمهور في المقام الأول.هذا الأخير غنى قصيد من الشعر الملحون بعنوان" يا القاضي بيني وبين خناري" لفضيل المرنيسي، وتمكن بمرافقة الفرقة الموسيقية من صنع جو رائع وسط العائلات الحاضرة، وهو الأمر الذي أثنى عليه المشارك كثيرا.ثالث الأصوات المشاركة في السهرة الأولى كان ابن الجزائر العاصمة سعيدي أمين الذي قدم قصيد " زورا يا عاشقين زورا" للشيخ محمد بن مسايب التلمساني، بمرافقة الجوق الموسيقي بقيادة عبد الكريم عميمور، الذي صنع جوا مميزا بين الجمهور الحاضر والمتعطش للكلمة والموسيقى المعبرة، هذا القصيد أداه أمين سعيدي بتمكن كبير ما يعكس تجربته في هذا المجال رغم صغر سنه، حيث قال بأنه يشارك للمرة الثالثة في المهرجان واحتل المرتبة العاشرة والخامسة في الدورتين السابقتين، ويطمح للظفر بالجائزة الأولى في هذه الطبعة، مضيفا بأن هذا المهرجان فرصة للشباب من أجل إظهار مواهبهم، كما أن الاحتكاك والمنافسة يجعل المترشح يصقل موهبته أكثر ويدفعه لتعلم الشيء الكثير.مسك ختام السهرة كان بعبق الشعر الملحون والكلمة الساحرة للشاعر أحمد بوزيان والصوت الجميل ل قرواني عدة من ولاية تيارت الذي يراهن في أول مشاركة له بمهرجان أغنية الشعبي على ترك بصمته الخاصة، خصوصا وأنه متمرس في هذا المجال ويملك خمسة ألبومات في رصيده الفني، وسبق له المشاركة في مهرجان الشعر الملحون سيدي لخضر بن خلوف بمستغانم. محافظ المهرجان: الطبعة العاشرة ستعرف مشاركة 24 مترشحا وتكريم كمال مسعودي ورشيد نونيكشف محافظ المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي معمر قنة، أن الطبعة العاشرة من المهرجان التي ستنطلق في ال 25 من الشهر الجاري وستستمر إلى غاية ال 30 من نفس الشهر، ستعرف مشاركة 24 مترشحا من مختلف ولايات الوطن، كما سيتم تكريم اسمين بارزين في عالم الأغنية الشعبية وهما الراحلين كمال مسعودي ورشيد نوني.وقال محافظ المهرجان معمر قنة في ندوة صحفية بمنتدى جريدة المجاهد أن القائمين على المهرجان ارتأوا العودة إلى التصفيات لانتقاء الأصوات المشاركة في المرحلة النهائية التي يحتضنها فضاء " أقورة" برياض الفتح، مضيفا بأن لجان التحكيم أقامت تصفيات محلية بكل من بجاية وغليزان والعاصمة، ناهيك عن عن ولاية بشار، حيث قامت محافظة المهرجان بنشر إعلانات في الجرائد الوطنية وتمت مراسلة كل مديريات الثقافة المتواجدة عبر كافة القطر الوطني من أجل ضمان أكبر عدد من المشاركين.وأضاف قنة أن لجنة التحكيم المكلفة بانتقاء الأصوات توصلت لاختيار 24 صوتا، سيتنافسون على جوائز المهرجان طيلة أسبوع كامل، حيث سيسجل كل يوم مرور أربعة مشاركين ويتم اختيار الفائزين وفق مجموعة من المعايير التي حددتها لجنة التحكيم.وكشف محافظ المهرجان أن لجنة التحكيم تتكون من أستاذة مختصين في أغنية الشعبي وهم عيساوي الوناس، فرج الله كمال، ميحاناك محمد، سعداوي محمد، سعادة ياسين، كمال اسطمبولي، أحمد بوزيان وطوبال محمد حليم، هذه الأسماء ستقوم بتقييم المشاركين لتحديد الفائزين بجوائز المهرجان والمتمثلة في الجائزة الأولى التي تبلغ قيمتها 500 ألف دينار فيما حددت الثانية ب 300 ألف دينار، كما سينال صاحب المرتبة الثالثة 150 ألف دينار ،أما جائزة لجنة التحكيم فتبلغ 100 ألف دينار.وأضاف قنة أن الطبعة العاشرة ستعرف تنظيم ندوات ومحاضرات منها ندوة للشاعر بوزيان أحمد بعنوان " وظائف قصيدة الملحون" متبوعة بقراءة نصوص شعرية، ومحاضرة للأستاذ طوبال محمد حليم بعنوان " هيكلة وقياسات القصيدة الملحونة"، ناهيك على محاضرة أخرى للدكتور سعادة ياسين الذي سيقدم دراسة سوسيولوجية للشعر الملحون، بالإضافة إلى ورشات من تنشيط الأستاذ محانك محمد حول تعلم أساسيات الموسيقى والتقنيات الصوتية، الاستماع إلى الموسيقى، قواعد اللغة الموسيقية والغناء والأداء، مشيرا بأن المحاضرات والندوات تكون مفتوحة أمام الجمهور، وتأتي من أجل ترقية المستوى الأكاديمي والتأطيري عند المترشحين .وعن المشاركة النسوية في المهرجان قال معمر قنة أن هذه الطبعة ستعرف مشاركة صوت نسوي واحد فقط وهي بغداد ضاوية من ولاية الشلف، بالإضافة إلى الفنانة نسيمة شعبان التي ستشارك في حفل الافتتاح.و أكد محافظ الطبعة العاشرة من المهرجان الوطني لأغنية الشعبي أن أبواب المهرجان مفتوحة للكل دون استثناء، مضيفا أن كل من لديه الإضافة فمرحبا به لأن أغنية الشعبي تراث موسيقي جزائري عالمي ويحتاج إلى التثمين لهذا تحرص محافظة المهرجان على منح الفرصة للكل من أجل إعطاء الإضافة لهذا النوع الموسيقي، داعيا الى ضرورة إيجاد توافق بين الجيل القديم والجديد .وعن الفضاءات التي خصصتها المحافظة لاحتضان فعاليات الطبعة العاشرة، كشف قنة أن المحافظة اختارت فضاء " أقورة " لاحتضان السهرات الفنية، لكون الفضاء لقي إقبالا كبيرا من طرف الجمهور خاصة العائلات في الطبعة السابقة، لهذا قررت المحافظة الإبقاء على نفس المكان، ناهيك على تخصيص قاعة فرانز فانون في رياض الفتح لاحتضان الورشات والندوات. آراء لجنة تحكيم: المهمة صعبة وأداء قصائد من التراث الجزائري شرط أساسي للتقييمفي لقاء مع موقع المهرجان أجمعت آراء لجنة تحكيم الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي المتواصلة إلى غاية 30 جوان الجاري بفضاء أقورا برياض الفتح على أهمية المهرجان في إكتشاف الأصوات الجديدة التي تبدع في مجال الأغنية الشعبية والصرامة في تقييم المترشحين وفق معايير أكاديمية و جمالية روح أداء هذا الطابع التراثي المتجذر في الذاكرة الشعبية الجزائرية وقال رئيس لجنة التحكيم عيساوي الوناس أنه هناك جملة من المعايير والمقاييس وفق بطاقة التقييم التي تعتمد من أجل تقييم المترشحين في مستويات عديدة ضمنها الحضور على الخشبة ، الهندام ، الصوت الإيقاع ، ويشدنا أيضا قوة الحفظ وتناغم المترشح مع الجوق وفصاحة اللسان ، فضلا على ذلك هناك أشياء خفية نلتقطها كإحساس المترشح وتفاعله مع القصيدة ومعايشته للحظة الموسيقية، كما يجب أن يدرك المترشح تقاليد أداء أغنية الشعبي وتراتبيتها وقوانينها وعدم تجازوها لأنه قد يمس بروح الأغنية الشعبية كما ركزنا في هذه الطبعة على ضرورة النهل وتوظيف التراث الشعبي قصائد كبار الشعراء الجزائريين وليس الإعتماد على القصائد المستمدة من تراث المغرب الأقصى وشعراءه لأنه من الضروري العمل على الحفاظ والترويج للقصائد التي كتبها شعراء جزائريين ونحن نمتلك مدونة كبيرة وثرية ونفخر بما خلفه شعراء كبار على غرار بن مسايب ،احمد الرمعون ، سعيد المنداسي ،أحمد بن تريكي ، بومدين بن سهلة ، دريس النقاش ، سيدي لخضر بن خلوف ،بن طوبجي قدور بن عاشور، وأعتقد أنه من الضروري التعريف بالتراث الشعري الجزائري من خلال أداء الفنانين الجزائريين حتى لاتنطفأ شعلته ونحافظ على هويتنا الموسيقية ، من جهته أوضح عضو لجنة التحكيم أحمد بوزيان أن الطبعة العاشرة من عمر المهرجان تتميز كونها إنتقاء الأصوات المترشحة كان على المستوى الجهوي وكل الأصوات 24 مميزة وقوية لها قدرات كبيرة وتم إختيارها بعناية وبدقة أنا المعايير الجديدة لتنقيط المنشرحين فتعرف هذه الطبعة إعتماد على النص الشعري الجزائري لأنه في الدورات السابقة كان الإعتماد على القصائد المغربية وتجاهلوا القصائد الجزائرية لكبار شعراؤها خاصة أن التراث الشعري الجزائري ثري بعناصره القمية والجمالية وأرى أن حتى الشعراء الأحياء أصبحوا لا يقدمون قصائدهم بسبب عدم تأديتها من طرف الجيل الجديد وبالتالي نراهن هذه السنة على القصيد الجزائري الذي يعكس الهوية والروح الجزائرية وإختيار النص الجزائري من طرف المترشح سيتم تنقيطه أفضل ، وأشار عضو اللجنة كمال سطمبولي أن معايير التقييم تستند على الحضور على الركح والهندام ،والحفظ والداء والإنسجام مع الفرقة الموسيقية ويؤكد أنة الهدف من المهرجان هو الحفاظ على الموروث الموسيقى الجزائري الشعبي والتعريف به لدى الجيل الجديد ونعمل على تشجيع عدم التقليد والإستنساخ بل الإبداع والتجديد مع الحفاظ على الأصالة وأكد أن المهرجان يساهم في إكتشاف المواهب الشابة وأوضح عضو لجنة التحكيم كمال فرج الله أن مهمة اللجنة صعبة أن الأصوات المترشحة قوية وسنمنح كل واحد منهم الفرصة وسيتم تقييمهم بصرامة وفق معايير مضبوطة وبعقلانية وسنعمل على أصالة الصوت وليس الإستنساخ والتقليد ونعمل على إكتشاف الخامات الصوتية القوية والمهرجان فرصة للشباب والحفاظ على التراث الجزائري الشفوي وتاريخ وأصالة الأغنية والجزائرية لأنها عنوان هويتنا وشخصيتنا الفنية وأضاف عضو لجنة التحكيم عبد الحليم طوبال أن معايير تنقيط المترشحين يستند على الصوت والإيقاع اللفظي ، والفصاحة ، والحفظ وأكد أنه هناك طاقات جديدة تكتشف كل سنة لمن نتمنى أن يكون المهرجان بداية وليس نهاية ليواصل الفائزين مشوارهم لتطوير الأغنية الشعبية و أوضح ميحاناك محمد أن مهمة لجنة التحكيم صعبة لأنها تستدعي الدقة والصرامة لمقاربة كل الأصوات خاصة أن الأصوات المرشحة ه السنة ثوقوية جدا أما سعداوي محمد فيركز على ضرورة توفر عناصر قوة الصوت والحضور والأداء في المترشح والتناغم والإنسجام مع الجوق من جهته أكد سعادة ياسين أن المهرجان فرصة سنوية ينتظرها عشاق الفن الشعبي وستكون المهمة صعبة لإختيار الفائز لكن الصرامة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/06/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ م
المصدر : www.elmassar-ar.com