الجزائر

مهدي جمعة ورد الجميل!؟



مهدي جمعة ورد الجميل!؟
قال مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية، في حوار له مع صحيفة “لوماتان” المغربية، أول أمس، إن بلاده تونس، تستعين في حربها على الإرهاب بالتجربة المغربية!؟لا أدري إن كان هذا الجواب وضعه الصحفي المحاور على لسان ضيفه وجرّه إلى قول مثل هذا الكلام العاري من الصحة، أم أن مهدي جمعة أراد أن يجامل مضيفيه، أشقائنا المغاربة، وقال لهم ما يحبون سماعه، وهي مجاملات معمول بها في أعراف ديبلوماسية من لا يحترمون الرأي العام ولا يعيرونه أهمية!؟فمنذ متى كان للمغرب الشقيق تجربة في الحرب على الإرهاب وتقاسمها مع تونس أو مع غير تونس؟ فكلما اشتد الأمر على المغرب لاحق إرهابييه حتى حدودنا ومن ثم تتولى الجزائر أمر تصفيتهم أو القبض عليهم.فالخبرة الوحيدة في الحرب على الإرهاب المعترف بها عالميا هي الخبرة الجزائرية التي حققتها بلادنا بالكثير من التضحيات. وما كان لأحد أن يعترف بها لولا فاجعة 9/11 في نيويورك وواشنطن، فوقتها فقط فهم العالم أن الإرهاب آفة عابرة للقارات وليست أمرا محتما على الجزائر وحدها أو مصر وحدها، هذين البلدين اللذين واجها بمفردهما إجرام الإسلام السياسي والمنتسبين إليه؟لماذا يجحد مهدي جمعه جميل الجزائر، وهي التي وضعت كل إمكانياتها المادية واللوجيستيكية ووضعت تجربتها المريرة في متناول أشقائنا بتونس؟ وليس في الأمر منّة، فأمن تونس من أمن الجزائر، وأمن كل بلدان المنطقة من أمننا، والدليل أن الانفلات الأمني في ليبيا أضر بكل دول الجوار، التي تعيش الآن حرب استنزاف في مواجهة هذا الخطر الداهم وتسخر له كل إمكانياتها؟كلام جمعة إلى الصحيفة المغربية لا يشبه التصريحات التي كان في كل مرة يدلي بها منذ زيارته إلى بلادنا، ولا يشبه تصريحات القادة التوانسة الآخرين بمن فيهم زعيم النضهة الغنوشي.ومازالت الجزائر تقدم لهم كل ما تملكه من عمل استخباراتي خاص بالإرهاب وتدرب عناصر جيشهم هنا عندنا. ولا أتحدث عن المساعدات المالية، فالأمر مفروغ منه مثلما قلت لأن استقرار تونس من استقرارنا، ويكفي أنها كانت ملجأ لنا أيام الأزمة نرتاح فيه من ضغط الوضع الأمني عندما سدت في وجوهنا كل أبواب الدنيا.لكن يبقى كلام جمعة فيه مغالطة وجحود وكذب على الشعب المغربي الذي تريد صحافته أن تعطي من خلال رئيس الحكومة التونسية لبلادها دورا ليس دورها. والمغرب لم يكن أبدا متعاونا في الحرب ضد الإرهاب، بل على العكس كان يؤوي الجماعات المسلحة التي استهدفت أمن بلادنا أيام الأزمة، ووجدت عند ملكه الأمان والدعم المادي والمعنوي، حتى أن ملك المغرب الراحل، الحسن الثاني، قال مرة إنه تمنى لو لم يوقف المسار الانتخابي في الجزائر وترك الحكم للإسلاميين ليختبر على حسابنا التجربة؟!ما قاله مهدي جمعة مغالطة وطعن في حق الجزائر ودورها في المنطقة في الحرب على الإرهاب. ولو كنت مكان من هم في السلطة لطلبت منه تفسيرا للأمر!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)