الجزائر

مهدئات.. مسكنات وخلطات عشبية ضمن تحضيرات طلبة البكالوريا


مهدئات.. مسكنات وخلطات عشبية ضمن تحضيرات طلبة البكالوريا
لم تعد تفصلنا إلا أياما قليلة عن امتحانات البكالوريا التي ينتظرها الطلبة بفارغ الصبر، غير أن هذه الفترة بالتحديد قد أدخلت المترشحين في متاهة القلق والخوف من هذا اليوم المصيري، فلجأ أغلبهم إلى شراء الحبوب المهدئة والمقويات والعقاقير المختلفة من الصيدليات ومحلات التداوي بالأعشاب على حد سواء، خصوصا وأنهم يعتبرونها كفيلة بنزع الخوف عنهم وتزيد من نسبة تركيزهم. أما البعض الآخر، فقد وجد ضالته في الأعشاب الطبية التي اقتنوا منها الكثير تحسبا لهذه الأيام التي جعلت حياتهم كابوسا وأرقت نومهم وأخذت جل تفكيرهم، فلم يجدوا من حل سوى تناول المسكنات والمهدئات وبعض العقاقير التي تساعدهم على التركيز وعدم نسيان الدروس التي حفظوها، وهذا ما جعل «السياسي» تتوجه إلى بعض هذه المحلات لاستطلاع الأجواء العامة هناك والتي اتفقت فيها الصيدليات ومحلات العطارة على توافد كم هائل من الطلبة عليهما خلال هذه الفترة بالتحديد.

المهدئات والمسكنات.. أكثر ما يقتنيه الطلبة من الصيدلية

أثناء الجولة الاستطلاعية التي قامت بها «السياسي» في شوارع العاصمة، توجهنا إلى إحدى الصيدليات التي كشفت بأنه في هذه الأيام وبالتحديد تزامنا مع اقتراب موعد البكالوريا، يقوم حاليا العديد من الطلبة الذين هم بصدد تجاوز هذا الامتحان باقتناء عدة أدوية مهدئة لتساعدهم على النوم بما أن الكثير من قاصدي هذا المحل يعانون من القلق وقلة النوم وملامح الخوف بادية على وجوههم، فيبحثون عن أدوية تنزع عنهم هذا الخوف أو أخرى تساعدهم على التركيز. وفي نفس السياق، تضيف المتحدثة أن هذه الأدوية التي يعتقد الطلبة بأنها ستنزع عنهم الخوف وما ينتج جراء الضغط الرهيب الذي تسبّبه البكالوريا للطلبة لا تستطيع نزع هذه الأشياء بل بإمكانها تسكين الآلام فقط مثل آلام الرأس وما شابه ذلك، والغريب في الأمر أنه عند اجتياز امتحان البكالوريا الرياضي لاحظنا توافدا كبيرا من المقبلين على هذا الامتحان لاقتناء بعض الأدوية المنشّطة التي تساعد الجسم في حالة التعب. وأشارت الصيدلية أنها أصبحت عادة لدى كل الطلاب الذين هم بصدد تجاوز هذا الامتحان ففي كل سنة يتكرّر نفس المشهد، ونفس الحال بالنسبة لجميع الصيدليات التي تصبح في هذه المدة وتزامنا مع اقتراب امتحانات البكالوريا ملجأ للطلبة.

محلات بيع الأعشاب مكتظة عن آخرها

اختلفت الوجهات لكن الهدف واحد وهو اقتناء ما ينزع عن الطلبة الخوف ويساعدهم على التركيز، لكن المكان هذه المرة مختلف وهو في أحد الأسواق بالعاصمة وبالتحديد في محل بيع الأعشاب الذي هو الآخر كان من بين الملاجئ التي يقصدها الطلاب في هذه الأيام الأخيرة قبل حلول موعد الامتحان باحثين عما يساعدهم على النجاح وهذا ما ذكره لنا عصام صاحب محل للأعشاب الطبية قائلا «يقصد الطلبة أو أولياؤهم المحل بحثا عن الأعشاب التي تساعد على تخفيف القلق والخوف، فسجلنا تزايدا في الإقبال على أنواع معينة من الأعشاب وأهم ما يقبل عليه الطلبة هذه الأيام هي أعشاب: «العرعار، الفيجل، الزعتر، والنعناع»، ويضيف صاحب المحل في هذا الإطار قائلا «أجبرنا على جلب هذه الأعشاب خصيصا للطلبة في هذا الوقت من السنة لأنها حقيقة تقوم بتخفيف تلك الضغوطات التي تخلفها تحضيرا البكالوريا»، وأفصح صاحب المحل بأن الطلبة يقتنون هذه المواد بكثرة وبكميات كبيرة، فهي تعمل على بعث الهدوء والطمأنينة في الجسم وهناك أعشاب أخرى مثل «الفيجل» التي تساعد على التركيز لكن ينصح مقتني هذه الأعشاب دائما بعدم الإفراط في تناولها والإمتثال للكميات المحدّدة في اليوم أو الأسبوع، وتطرق صاحب محل العطارة إلى تواجد بعض المواد التي لو زادت كميات تناولها عن الحدود فستسبب عدة أعراض جانبية على الشخص تبرز معالمها على جسمه ويصبح في مشكلة أخرى وكشف العطار على أن العديد منهم كان مصيرهم الأعراض الجانبية بما أنهم لم يمتثلوا للنصائح والكميات التي وصفت، فصحيح أن هذه الأعشاب تبعث في الجسم الراحة والهدوء لكن إذا سجل إفراط في استهلاكها كانت مؤذية، ووجه العطار من خلال «السياسي» نصيحة لكل متناولي هذه الأعشاب بعدم الإفراط في تناولها تفاديا لوقوع ما لا يحمد عقباه.

.. وللطلبة رأي

أثناء هذه الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى الشارع، التقينا ببعض الطلبة الذين هم بصدد اجتياز امتحان البكالوريا الذين اتفق معظمهم على أن هذه الأيام الأخيرة، بما أنه لم يبق على الإمتحان إلا أيام معدودات، فإن القلق والخوف والرهبة من هذا اليوم المصيري تتجدّد مع مطلع كل يوم جديد، وكشف بعض الطلبة على أنهم أدمنوا منذ مدة عدة أدوية مهدئة وأخرى يتناولها الطلبة من أجل مساعدتهم على النوم بما أن البكالوريا أصبحت هاجسا لهم خلال هذه الفترة بالتحديد، ويقول أسامة في هذا الشأن «لقد ذهبت إلى محل بيع العشاب وقمت بشراء عدة أنوع من الأعشاب والمواد التي تباع في محلات العطارة، حتى أتمكن من الإسترخاء» وكشف مترشح آخر على أن بعض الأعشاب ساعدته أثناء هذه الفترة على تقليل نسبة القلق والخوف، وعلّل آخر قائلا «لست الوحيد الذي يقصد هذه المحلات بل العديد من الطلبة هذه الأيام يلجؤون إلى تناول الأعشاب وبكميات كبيرة».
لم تترك الأيام الأخيرة التي تسبق موعد اجتياز الامتحان المصيري والمليئة ب«السوسبانس» للطلبة خيارات عديدة، فهم بعد موسم طويل وشاق تخلل فترة تمدرسهم، حان الوقت للضغوطات، القلق والإضطرابات لتكمل ما تبقى من المشوار الدراسي لهذه السنة والذي سيتحدّد بعد اجتياز المترشحين لامتحان البكالوريا الذي لم يبق يفصلنا عنه إلا بضعة أيام. لمواجهة القلق والضغط النفسي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)