لما كانت غاية الفلسفة من أسمى الغايات الإنسانية ،وهي تحقيق السعادة الإنسانية ،فإن تعليمها لا يكون كيفما اتفق ،ثم أن معلّمها ليس أي إنسان كان ،وحتى الذى يتعلّمها ليس أي إنسان كان .فالأول ينبغى أن يكون الفيلسوف أو رئيس المدينة ،أومن يقوم مقامهما .أما الثانى فلقد قام قبل تعلمها ،بإصلاح نفسه وتوجيهها نحو الفضيلة ،ثم قام بإصلاح نفسه الناطقة بالارتياض فى علم البرهان،ثم الإحاطة بتاريخ الفلسفة بأكمله.
يتعلم المرء فى الفلسفة الفضائل النظرية التى شأنها أن تعلم فقط، ويتعلم الفضائل العملية التى شأنها أن تعلّم وتعمل ،والتى هي حاصلة له من جهة عيشه المشترك داخل المدينة. ولذلك تحتاج هذه الأخيرة فى تمكينها فى المرء إلى التأديب الذى هو التعويد والمران.
يقوم تعليم جميع هذه الفضائل على الفهم ،وتكون بالتدرّج والترتيب ،و ذلك من خلال طريق للمعرفة يسمى "الجدل"،الصاعد والنازل معا.فالجدل هو أقرب الصناعات إلى البراهين اليقينية ،وبه تكون أيضاً صيانة الفلسفة من السفسطائيين .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - شفيعة بليلى
المصدر : التعليمية Volume 7, Numéro 3, Pages 105-119 2017-06-01