منهج الشريعة الإسلامية في محاربة الانتحار

عنوان البحث: : منهج الشريعة الإسلامية في محاربة الانتحار وبواعثه , من إعداد الدكتور نورالدين بوكرديد , الأستاذ المحاضر بالجامعة الإسلامية بالنيجر النفس البشرية هبة من الله ووديعة لها حرمتها , لا يجوز الاعتداء عليها بإهلاكها أو تفويت منافعها , سواء بفعل الغير , أو بفعل الإنسان نفسه , وانطلاقاً من هذا المبدأ جاء تحريم الانتحار , والوعيد الشديد لمن تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة , وانطلاقاً من انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا الجزائري ولو بنسبة قليلة , وإسهاماً مناّ في محاربة هذه الظاهرة الاجتماعية والقضاء عليها جاءت هذه الورقة البحثية لتتناول بالدراسة بيان منهج الشريعة الإسلامية في محاربة هذه الظاهرة وبواعثها , وهذا المنهج تم بيانه من خلال العناوين الآتية : أولاً : الجانب الوقائي لجريمة الانتحار ثانياً : منهج الإسلام في الترهيب من جريمة الانتحار ثالثاً : الحكمة التشريعية والفلسفية الكامنة وراء تحريم الانتحار رابعاً : بيان حكم قتل الرحمة : ويقصد به إراحة بعض المرضى الميئوس من شفائهم من عناء المرض وآلامه بإماتتهم من طرف الطبيب ميتة هادئة لا ألم فيها . وقد توصلت الورقة البحثية إلى أن الشريعة الإسلامية تضمنت منهجاً متكاملاً يكفل وقاية النفس البشرية من القتل عامة ومن الانتحار خاصة , وكذا أسبابه و مقدماته بأكمل وجه متوقع ,كما أنه لا يجوز للإنسان أن يعتدي على نفسه بإهلاكها أو تفويتها , أو تعريضها للهلاك ؛ لذا يحظر الانتحار بكل صوره , وكذا ما يعرف بقتل الرحمة وأن مسؤولية محاربة الانتحار و أسبابه مسؤولية جماعية تشترك فيها الأسرة والمسجد والجامعة ووسائل الإعلام ودور الشباب والمجتمع المدني ورجال الأمن والحماية المدنية ؛ لهذا فعلى جميع القائمين على هذه الفضاءات أن يؤدوا دورهم كما ينبغي في التوعية بمخاطر هذه الآفة وعواقبها ومحاربة أسبابها وحماية الناس من الإقدام عليها ومساعدة الناس على حل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الخطيرة التي تجعلهم يفكرون في الانتحار .