رفعت جمعيات أحياء الجهة الجنوبية لعاصمة ولاية الشلف، ملتمسا عاجلا إلى الوالي أبو بكر الصديق بوستة لتفعيل مخطط "مدن بدون صفيح وبناء جاهز" الذي بدا عاجزا تماما عن تخليص سكان البنايات الجاهزة في أكثر من 8 أحياء بذات الضاحية من جحيم "البراريك". وناشدت جمعيات الأحياء الموقعة على بيان تدخل عاجل,لإنقاذ سكان أولاد محمد، النصر، حي مداحي، إلى غاية الشرفة "البدر"، الإخوة عباد، لالة عودة والحسنية، من الحياة البائسة والحد من انتشار المواد الكيماوية "المسرطنة" التي تتفاعل بقوة في فصل الصيف مع ارتفاع عدد مرضى السرطان بسبب اجتياح مادة الأميونت بين أرجاء المساكن الجاهزة. وقال المصدر ل"البلاد" إن هذه المعاناة التي تبرز بشكل جلي في فترات "القيظ"، صارت تشكل هاجسا لقاطني البناءات الجاهزة منذ زلزال الأصنام 1980، مضيفا أن لا ولاة تعاقبوا على الولاية ولا مجالس منتخبة مروا على بلدية عاصمة الولاية على وجه التحديد في تخليص المتضررين من هذه الوضعية من جحيم "الأمراض والمواد الكيماوية الخطيرة". وحسب المعطيات، فإن رسالة السكان الموجهة إلى الحكومة تحت إشراف والي الشلف، تأتي موازاة مع تعقد تدابير حصولهم على إعانات للخلاص من هذا العائق الكبير الذي يواجه تعقيدات الحياة، فضلا عن تأخر إطلاق عملية تهيئة الأحياء القديمة التي تعاني منذ 36 سنة من الزمن دون استفادتهم من برامج تهيئة فعالة، برغم من حصولهم على وعود غير "جادة" من مديرية البناء والهندسة المعمارية والتعمير رفقة مصالح بلدية عاصمة الولاية للقيام بذلك.وعبر السكان عن قلقهم من تأخر إطلاق هذه المشاريع الحيوية بالتوازي مع تماطل السلطات الوصية في إعادة تصنيف هذه الأحياء التي تعاني مخلفات زلزال 10 أكتوبر، ناهيك عن عدم استفادة أفراد عائلاتهم من مساكن اجتماعية لتخفيف حدة الضيق الموجود داخل المساكن الجاهزة التي صممت من قبل شركات إسبانية في تلك الفترة على أساس احتضانها عددا قليلا لا يتعدى 6 أفراد في العائلة الواحدة، بل لم تنل هذه الجهة من تراب الولاية حقها من برامج التنمية خصوصا تجديد مختلف الشبكات القاعدية على غرار الصرف الصحي، ماء الشرب، بالإضافة إلى تدهور شبكة الطرقات في أكثر من 5 أحياء احتجت في الفترة الأخيرة على خلفية تأخر السلطات في تنفيذ وعودها. في هذا السياق، تبادلت الاتهامات بين السكان ومصالح البناء والتعمير والمنتخبين المحليين حول تأخر هكذا برامج التهيئة، الذي عزاه البعض إلى غياب الاتصال بين الأطراف الفاعلة على المستوى الرسمي، كما أعاب السكان كثيرا على السلطات التي خصصت أكثر من 100 مليار سنتيم لتنمية الأحياء الأخرى بينما تم تغافل مطالب سكان هذه الأحياء التي تشكو ورطة "الأميونت". وختم السكان القول بأن مساكنهم الجاهزة صارت بمثابة "أعشاش"، ضيقة جدا لا تتجاوز مساحة 9 على 6 أمتار، في حين تبقى المواد المسرطنة تقتل السكان بصمت وان اغلب مصحات معالجة السرطان على القطر الوطن تعج بمرضى ولاية الشلف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رياض خ
المصدر : www.elbilad.net