فإنّ الشارع لمّا قصد التيسير على المكلّفين في امتثال الأحكام، عمد إلى الضبط والتّحديد في الأوصاف والمعاني حتى تظهر ظهورا جليا لا لُبس فيه ولا غموض، فنصب للعلماء أمارات تتمثّل في العِلل التي توجَدُ عندها الحِكم، ونصب لمن دونهم حدودا وضوابط تحتوي على تلك المعاني؛ ولأجل هذا نجدهم في القياس يعدلون من المئنّات إلى المظنات في التعليل للانضباط في الثانية دون الأولى، مع اتّفاقهم أن تلك الأوصاف يحصل من وجودها معنىً هو المقصود المتمثِّل في جلب المصلحة أو درء المفسدة، وعليه فإن من الأوصاف التي تعكس مقاصد الشريعة خاصّية الضبط والتحديد؛ تقريرا لمبدأ ضبط القوانين الشرعية؛ حيث تنزهت الشريعة عن أن لا تكون أحكامها منوطة بالانضباط، فعدمُ الانضباط من صفات حكم الجاهلية
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد أمين شريفي
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 16, Numéro 26, Pages 479-489 2015-02-01