منحة ومحن!

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تجميد منح التكوين بالخارج لأساتذة التعليم العالي...في واقع الأمر أدرك أن المبلغ المخصص لهذه المنح لن يؤثر في شيء في ميزانية دولة..لأنه بضعة ملايين من الدولارات في أحسن الأحوال...ولكن مقتنع أيضا أن إلغاء هذه المنح لن يغير من وضع البحث العلمي ولا مستوى الأساتذة.. فلن ينخفض المستوى بالتأكيد...فجميعنا يعلم أن أغلب الأساتذة يستعملون هذه المنح كمنح سياحية...بل أنني أعرف أساتذة يجهرون بذلك..وزياراتهم هي لتركيا وسوريا سابقا والمغرب...بل هناك أساتذة من جامعة الوادي يذهبون إلى تونس أياما ويعودون... وآخرون يذهبون إلى أوروبا وغيرها لتغيير الجو....وكثيرون تكون محصلة رحلتهم إلى المخابر والدول الغربية والعربية هي صور ينشرونها على صفحات الفايسبوك...أنا في مدريد..أنا في مكتبة كذا..صور هنا..وصور هناك...وحتى كثير ممن يذهبون بنية التعلم والتعاون العلمي فإنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على الاستفادة من الزيارة العلمية..أولا لتفاوت المستوى وفي حالات كثيرة قصر فترة الزيارة التي لا تسمح بالقيام بشيء...من ناحية أخرى وربما هذا لا يعلمه كثيرون أن الباحث الجزائري الجاد لن يجد مشاكل في أن يحصل على زيارة علمية إلى جامعات ومخابر علمية غربية مدفوعة التكاليف من نقل وإقامة ومصروف يومي إذا كان يقوم بأبحاث جادة وله علاقات علمية ومحل ثقة...هذا ما كتبه الأستاذ الجامعي البروفيسور جمال ضو واضعا يده على الجرح جرح المستوى المنهار الذي يبدو أنه بحاجة إلى معجزة كبيرة ليجد طريقه إلى التحسن..