لم يخرج طلبة المركز الجامعي لعين تموشنت إلى الشوارع ولم يقاطعوا الدراسة، مثلما فعل زملاؤهم في جامعات وهران وقسنطينة والعاصمة وغيرها، لكن الوزير الأول اختارهم هم ليقول إن الحكومة ستصدر الأسبوع القادم منشورا وزاريا لحلّ إشكالية معادلة ليسانس النظام القديم مع ليسانس نظام “أل.أم.دي” الذي اعتمد في عهد الوزير السابق للتعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور رشيد حراوبية.لا يهم الموقع الذي صرح فيه الوزير الأول بالقرار بطبيعة الحال، لأن كل الطلبة الذين مازالوا يتابعون دراستهم أو الذين أنهوها معنيون بما قاله في عين تموشنت. لكن يعرف الجزائريون أنه في غير هذه الجامعة في الولايات التي زارها لم يستقبله الطلبة بحفاوة، لأن حكومته وسابقتها والتي أسبق منها ورّطتهم في مشكل، نسيت كلها أن تهيّأ له الحلّ رغم بساطته، لأنه مشكل إداري بسيط يتمثل في تحضير قرار يوقّعه الوزراء المؤهلون. لكن الحكومة والوزارة في عهد البروفيسور حراوبية لم تنتبها أنه كان من المفروض عليهما أن يقوما بذلك في الوقت المناسب، أي قبل الانتقال من النظام الكلاسيكي إلى النظام الجديد “أل.أم.دي” الذي حذّر الباحثون الجادون والجامعيون ذوو المصداقية من احتمالات فشله. لكن لا أحد أصغى إليهم، لأن النظام، كما تم التسويق له حين تقرير اعتماده، اختاره “صاحب الفخامة”، ولا يمكن أن يخطئ. ثم يوصف الطلبة بأنهم “يستعملون كأدوات للتخلاط السياسي” عندما يحتجون، لأن الإدارات والمؤسسات الجزائرية التي أودعوا لديها ملفات للتشغيل ترفضهم ولا تعترف بشهاداتهم الجامعية الجزائرية. إذا كانت الحكومة قد أقرّت بأنها ستصدر الأسبوع القادم منشورا يضع حدّا للإشكال، فإنها بالتالي تعترف، دون أن تصرّح بذلك، بأنها مساهمة في بروز المشكل الذي يتهم الطلبة الذين ينددون به بأنهم “خلاطون”. وأكثر من ذلك، إنها مسؤولة عن الوضع لأنها لم تجد له حلا في الوقت المناسب، ما دفع الطلبة للخروج إلى الشارع، ويعرف الجميع أن أخوف ما يخافه حكام اليوم في الجزائر هو الشارع، لأنه قد ينتهي بهم كما انتهى ببن علي ومبارك والقذافي وغيرهم. أم يقصدون بالتخلاط أولئك الذين قرروا نظام “أل.أم.دي” ثم لم يخلدوا في مناصبهم، كما كانوا يعتقدون بحكم وفائهم لمن كانوا يعتقدون أنه لن يتخل عنهم أبدا؟ ثم إذا لم يخرج الطلبة إلى الشارع ليحتجوا فإنهم لن يقدّموا للوزير الأول حجة ليفعل ما يستحسنه الناس في الجزائر هذه الأيام: “التسلية”.ماذا سيقترح سلال لإعادة الطلبة إلى أقسام الدراسة ووضع حدّ لاحتجاجاتهم غير حل ترقيعي، وهو يعرف والقائمون على الجامعة الجزائرية يعرفون، أن الطلبة لم يعودوا يدرسون فيها، لما شاع فيها من “فوضى ولاتسيير” بعد الذي خلّفه الوزير الذي لم يعد أحد يذكره بخير في أيامنا هذه! [email protected]
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/12/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لحسن بوربيع
المصدر : www.elkhabar.com