الجزائر

من يحرّك حملة اتهام الجزائر بسوء معاملة المهاجرين الأفارقة؟



من يحرّك حملة اتهام الجزائر بسوء معاملة المهاجرين الأفارقة؟
انتقلت عدوى الانتقادات الموجهة إلى الجزائر، بسبب مزاعم كاذبة تتعلق بسوء معاملتها مهاجرين أفارقة أثناء ترحيلهم، من مالي والنيجر إلى دول إفريقية أخرى، منها غينيا الواقعة في الساحل الغربي للقارة السمراء.وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس) عن جرحى وحالات وفاة (...) وهي المعلومات التي ترددت الأسبوع المنصرم بالعاصمة المالية باماكو بعد وصول الموجة الأولى من المرحّلين، غير أن هذه المعلومات لم تؤكدها جهات رسمية محلية.وذكر المصدر ذاته أن نحو 280 مهاجر غيني وصلوا ليلة الثلاثاء إلى العاصمة كوناكري في "حالة يرثى لها"، بعد نحو أكثر من أسبوعين من السفر برا، من النيجر إلى غينيا مرورا بمالي وبوركينا فاسو.وبدا أن هذه القضية يتم استغلالها من قبل أطراف مغرضة على حد وصف وزارة الخارجية.. فقد سارع العاهل المغربي محمد السادس إلى الإعلان عن تقديمه مساعدات إنسانية للمهاجرين الذين رحلتهم الجزائر إلى النيجر، في إجراء فُهم على أنه مسعى لإحراج السلطات الجزائرية أمام منظمات حقوق الإنسان.ولم تترك السلطات الجزائرية هذه الحادثة تمر دون أن تضع النقاط على الحروف، فقد سارعت وزارة الخارجية إلى التأكيد على أن عملية الترحيل "جرت في إطار احترام حقوق الإنسان، وطبقا لالتزامات الجزائر الدولية".كما لم تفوت الخارجية الفرصة تمر دون أن توجه رسائل إلى المملكة المغربية على خلفية محاولتها استغلال الحادثة من أجل الإساءة إلى سمعة البلاد: "إن حقيقة الأمور لا تعطي إطلاقًا أي أساس للحملة المغرضة الّتي تشنها بعض الأوساط المعروفة بعدائها للجزائر، التي تستغل لأغراض دفينة عملية عادية للغاية، جرت في إطار احترام الحقوق الإنسانية للأشخاص المرحلين، وطبقا للالتزامات الدولية الّتي تعهدت بها الجزائر".ولم تكن هذه القضية سوى مظهر من مظاهر السجالات التي تطبع العلاقات الجزائرية المغربية هذه الأيام، وكان آخرها ما صدر على لسان محافظ السلم والأمن في إفريقيا، إسماعيل شرقي، الذي قال من وهران إن انضمام أي بلد إلى الاتحاد الإفريقي، لا يمكن أن يكون على حساب الغير، والإشارة هنا واضحة، وهي موجهة إلى المغرب الذي يناور من أجل إبعاد البوليزاريو من الاتحاد الإفريقي.يحدث هذا في الوقت الذي تجتاح فيه الجارة الغربية حالة من الرعب، بسبب التقارب اللافت بين الجزائر وموريتانيا، الذي توج بالتوقيع على 14 اتفاقية بين البلدين بمناسبة انعقاد الدورة ال 18 للجنة العليا المشتركة الجزائرية الموريتانية، وكذا فتح معبر حدودي بين البلدين.وذهبت أوسط قريبة من القصر الملكي المغربي إلى الارتياب من التقارب الجزائري الموريتاني، مؤكدة أنه يستهدف عزل المغرب إقليميا، في انتظار المعركة الحاسمة الشهر المقبل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مقر انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي التي ستبت في طلب انضمام المغرب إلى مؤسسات الاتحاد من عدمه، بعد نحو 33 سنة من انسحابها من منظمة الوحدة الإفريقية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)