هو أحد أشهر الثّوار اليساريين، ولد في الأرجنتين لعائلة من الطّبقة المتوسطة في 14 حزيران/يونيو 1928م، كان والده ذا أصولٍ إيرلنديّة، وأم ذات أصول إسبانيّة. وقد أصيب جيفارا في صغره ، واستمرّ معه هذا المرض طوال حياته. تخرّج جيفارا في عام 1953م من كليّة الطّب في جامعة بيونس آيرس في الأرجنتين، وشارك في العديد من الثورات، وحروب التّحرير ضد الاستعمار والظّلم، وقد ترك أثراً طيّباً في الكثير من البلدان الّتي زارها، وصوره منتشرةً في كل مكانٍ، فنجدها في مكاتب المثقفين، وعلى القمصان والقلائد.
كان لجيفارا العديد من المشاركات في الثّورات ضد الاستعمار والظّلم، فشارك في مقاومة الانقلاب العسكري في في عام 1954م ومن بعدها انتقل لملاقاة الثوّار الكوبيين المنفيين في المكسيك، ثمّ التحق بالثّورة الكوبيّة حيث حاول تطبيق نظريّته الّتي تتحدث عن انبعاث الثّورات من الأرياف والجبال حتى تصل في النّهاية إلى المدن. وقد كانت شخصيّة جيفارا الثّوريّة قد تأثّرت بالفكر الشّيوعي للزّعيم الصّيني ماو تسي تونغ، إضافةً إلى تأثّره بالفكر الماركسيّ. يُذكر أنّ عائلة جيفارا، وحبّها للعدل والمساواة، ومنهاضتها للفاشيّة، كان لها أثراً كبيراً في تكوّن شخصيّته الثّوريّة.
استطاع جيفارا في كوبا تحقيق العديد من الانتصارات برفقة فيدل كاسترو، واستمرّت حرب العصابات الّتي خاضاها لمدة سنتين؛ نتج عنها دخول الثّوار إلى هافانا - العاصمة الكوبيّة - عام 1959م، وتمّ إسقاط الحكم العسكري فيها بقيادة فولغينسيو باتيستا. وساند جيفارا الثّورات والحركات التحريريّة في كل من فيتنام والجزائر ، وحاول إقامة مجموعات ثوريّة في الكونغو إلا أنّه لم ينجح في ذلك، وكان مثلاً أعلى لثوّار السلفادور، وغالبيّة شعوب العالم المناهضة للظلم. وقد كان جيفار على علم بمصيره وبنهاية كل ما يقوم به، وعلى الرّغم من علمه بأنّ الموت هو النهاية الحتميّة لأفعاله الثورية ومسيرته النضاليّة، إلّا أنّه كان يتطلّع إلى الحريّة، فموته من أجل محاربة الظّلم والاستبداد ما هو إلا المعنى الحقيقي لإيمانه بقضيته والتي يمكن تلخيصها بالقضاء على الظلم في العالم.
بعد مشاركة جيفارا في الثّورة الكوبية ونجاحها، عهد إليه فيدل كاسترو مجموعة من المناصب الحكوميّة المهمّة، فكان رئيساً للبنك المركزي، ومنظّماً للميليشيات العسكريّة الثّوريّة، ومسؤولاً عن التّخطيط، ووزيراً للصّناعة، وكذلك مندوباً لكوبا لدى الهيئات الدّوليّة الكبرى. وضع جيفارا من خلال المناصب الّتي شغلها نظاماً اقتصاديّاً جديداً لكوبا، وذلك حتّى لا تخضع كوبا للهيمنة ، فقام بإنشاء المصانع، وتصدّى لتدخلات أمريكا في الشّأن الكوبي، وعمل على تأميم كافّة مصالح الدّولة الكوبيّة، إلا أنّ هذه الخطوة أزعجت فزادت من حصارها التّجاري والاقتصادي على كوبا.
دعم جيفارا المشاريع المُمَكننة والصّناعيّة، وكان رافضاً لسياسة المحصول الواحد؛ حيث كان 75% من دخل كوبا الأقتصادي أساسه زراعة قصب السّكر، ورفض القروض الرّوسيّة وفوائدها، ومنح القروض الخالية من الفوائد للمشاريع الوطنيّة والمشاريع التّنمويّة، وقد كان محبّاً للعمل فظهر هذا الحب في ممارسته للعمل في المزارع في أيام عطلته، ولم يشأ جيفارا الاستمرار في العمل بتلك المناصب الّتي أوكلت إليه، فآثر ترك منصبه كوزير للصّناعة واتّجه إلى بوليفيا لمحاربة الاستعمار والظّلم فيها.
كانت وفاة جيفارا في حيث شارك في الثّورات فيها عام 1967م ضد الجيش البوليفي، وقد كان هنالك العديد من الأسباب الّتي أدّت إلى ضعف الثّوار في بوليفيا، نذكر منها:
كل هذه الأسباب الّتي ذكرناها سهّلت على الجيش البوليفي مطاردة جيفارا التي استمرّت عند وديان بوليفيا إلى أن انتهت بإصابته في ساقه، وعلى الرّغم من هذه الإصابة إلّا أنّه بقي مقاوماً لآخر لحظة، وتمّ إعدامه في اليوم التّالي من اعتقاله في التاسع من أكتوبر من عام 1967م، وانتهت بذلك قصة الفدائي الثّائر جيفار الّذي علّم النّاس كيف تكون مقاومة الظّلم والاستبداد. .
جيفارا هو رمز الثّورات وحرب العصابات، وهو بطل ثوريّ لجميع الشّعوب، وهو محرر العديد من البلاد من الظّلم والطّغيان، وحتّى في كتاباته وأقواله نرى فإنّنا نضالاً وإرادة وتحرّراً، ومن أهم هذه الأقوال:
تاريخ الإضافة : 30/06/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : شيرين أحمد
المصدر : www.mawdoo3.com