ينبغي للعالم أن يكون حديثه مع العامة في حال مخالطته ومجالسته لهم في بيان الواجبات والمحرّمات، ونوافل الطاعات، وذِكر الثواب والعقاب على الإحسان والإساءة، ويكون كلامه معهم بعبارة قريبة واضحة يعرفونها ويفهمونها، ويزيد بيانًا للأمور الّتي يعلم أنّهم ملابسون لها، ولا يسكت حتّى يسأل عن شيء من العِلم وهو يعلَم أنّهم محتاجون إليه ومضطرون له، فإنّ علمه بذلك سؤال منهم بلسان الحال والعامة قد غَلَب عليهم التّساهل بأمر الدّين علمًا وعملاً. فلا ينبغي للعلماء أن يساعدوهم على ذلك بالسُّكوت عن تعليمهم وإرشادهم، فيعم الفساد، ويعظم البلاء، وقَلَّما تختبر عاميًّا -وأكثر النّاس عامة- إلاّ وجدته جاهلاً بالواجبات والمحرّمات وبأمور الدِّين الّتي لا يجوز ولا يسوغ الجهل بشيء منها، وإن لم يوجد جاهلاً بالكلّ وُجد جاهلاً بالبعض، وإن علم شيئًا من ذلك وجدت عمله به علمًا مسموعًا من ألسنة النّاس، لو أردت أن تقبله له جهلاً فعلتَ ذلك بأيسر مؤونة لعدم الأصل والصّحة فيما يعلمه.
الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : elkhabar
المصدر : www.elkhabar.com