اعتماداً على التاريخ المدوّن لا الخرافي، نستطيع أن نقول إنّ تاريخ اليهود العبريين بدأ في فلسطين سنة 1030 قبل الميلاد، وذلك بتتويج الملك (شامول) بفضل الجهود الّتي بذلها نبيُّهم صمويل. وقد عرفت هذه الفترة ملكين كبيرين ونبيَّيْن كريمين فقط، هما داوود وابنه سليمان الّذي انتهى حكمه سنة 920 ق.م. وبوفاة سيّدنا سليمان، عليه السّلام، تمزَّق ملك بني إسرائيل، وأصبح الوجود العبري في فلسطين من الناحية السياسية وجوداً ضعيفاً مهدّداً بالزوال.
وعلى ذلك، فإنّ الفترة الّتي قامت فيها لليهود قائمة في فلسطين القديمة لا تتعدَّى كلّها قرناً واحداً من الزمان (من 1030 ق.م إلى 920 ق.م)، هي كلّ ما يمكن اعتماده خلال ستة آلاف سنة أو تزيد من وجود الشعب الفلسطيني الأصيل في هذه البلاد. وفي سنة 63م، احتل الرومان فلسطين وشدّدوا الرقابة على اليهود، لكثـرة ما قاموا به من فتن وثورات، انتهت بثورة (بركوكبا) سنة 132 في عهد الإمبراطور (إيليوس هدريان)، الذي أصدر أمراً بقتل أيّ يهودي يعثـر عليه في فلسطين، وهدم أيّ بناء عليه علامة تثبت انتماءه لليهود، بل غيّرَت اسم المدن وأخذَت أسماء رومانية، مثل أورشليم الّتي عرفت باسم إليا، من اسم الإمبراطور إيليوس.
ومنذ ذلك التاريخ، لم تقُم لليهود قائمة حتّى سنة 1948م، عندما أعلن حاييم وايزمان قيام دولة إسرائيل.
قوامتهم على دين الله انتهت
إنّ الّذي جعل الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، يحذّرنا وينهانا ويشدّد في النّهي أن نسلُك مسلك أهل الكتاب، وبالأخص أن نتشبَّه بهم على الإطلاق، خاصة اليهود، فقال في حديث أخرجه الإمام الفقيه أبو عبد الله بن بطة، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحِلُّوا محارم الله بأدنى الحيل''، وأيضاً أمام الأرض المقدسة الّتي بشّرهم الله سبحانه بدخولها، بعدما أنجاهم من استبداد الفراعنة وأهلك عدوّهم، وقفوا متخاذلين يصعرون خدّهم لموسى ويتمرّدون في الوقت ذاته، قال تعالى عنهم في سورة المائدة: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا فَإِنَّا دَاخِلُون} الآية .22 فلمّا كرّر عليهم التّحضّيض والتّشجيع، تبجّحوا وكفروا بالله: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون} الآية .24
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : elkhabar
المصدر : www.elkhabar.com