الجزائر

من كتاب بأكرم الخلق كنّا أكرَم الأمم


 ليس توزيع الاختصاصات والكرامات كما كان أهل الكتاب يقولون: ''نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ''، كلا!! إنّما هو العمل الإيجابي لحفظ الحياة البشرية من المنكر وإقامتها على المعروف مع الإيمان الّذي يُحدِّده المعروف والمنكر، ذلك الإيمان الّذي لابدّ منه ليملك الدعاة إلى الخير الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر أن يمضوا في هذا الطريق الشّاق ويحتملوا تكاليفه وهم يواجهون طاغوت الشّرّ في عنفوانه وجبروته ويواجهون طاغوت الشُّهرة في عرامتها وشدّتها ويواجهون هبوط الأرواح، وكلل العزائم وثقلة المطامع، وزادهم في كلّ ذلك هو الإيمان، وعدّتهم هي الإيمان وسندهم هو الله وكلّ زاد سوى زاد الله ينفد وكلّ عدّة سوى عدة الإيمان تُغل، وكلّ سند غير سند الله ينهار.
ففي القرآن الكريم والسُّنَّة النّبويّة المطهّرة مواضع كثيرة تقرّر هذه الحقيقة، وفي مقابل المنافقين والكفار يقف المؤمنون الصّادقون طبيعة غير الطبيعة، وسلوكاً غير السُّلوك ومصيراً غير المصير، قال تعالى: ''وَالْمًؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اْلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِن طَيِّبَةٍ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٍ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ'' التوبة.72-71
إنّ المنافقين والمنافقات مع وحدة طبيعتهم لا يبلغون أن يكونوا أولياء بعضهم لبعض. فالولاية تحتاج إلى شجاعة وإلى نجدة وإلى تعاون وإلى تكاليف، وطبيعة النِّفاق تأبى هذا كلّه ولو كان بين المنافقين أنفسهم. إنّ المنافقين أفراد  ضعاف مهازيل، وليسوا جماعة متماسكة قوية متضامنة على ما يبدو بينهم من تشابه في الطبيعة والخلق والسُّلوك.ئ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)