قبل أن يموت بأيام كتب السفير الأمريكي في ليبيا أنه سعيد بأن يعيش ويرى التجربة الديمقراطية الرائعة في ليبيا، وقد عاش ليراها على حقيقتها، حين رأى بأم عينه أن الديمقراطية التي قتلت القذافي شر قتله هي نفسها التي أودت بحياته وبالطريقة نفسها، لذا ليس من الغريب أن يكون قاتل العقيد هو نفسه قاتل السفير، ولا نقصد هنا الشخص أو الفاعل، وإنما المحرض والمدبر، وبين هذا وذاك ثمة قضية أخرى تتعلق بالشعوب العربية التي تدافع عن نبيها والذي يعد خاتم النبيين وافضل الخلق على الإطلاق، فهل كان يجب إثارة كل هذه الفوضى واظهار الهمجية في تعاملنا مع الآخر كي نبرهن أننا نحب نبينا، وهل كل ما حدث، من الدين في شيء، كان يمكن لوسائل الإعلام الإسلامية والعربية أن تمر على الفيلم المسيء لنبي الأمة عليه السلام مرور الكرام ولا تحفل به حتى يموت الفيلم والمشروع الذي خلفه في مهده، لأن الذين انجزوا هذا الفيلم الذي لا يوجد فيه أي صور فنية كان الغرض من وراء ما فعلوه هو أن يصل أمر المسلمين إلى ما وصل إليه الآن صراخ في الشوارع وجنون، واقتحام لسفارات وقتل السفير، ليظهروا للعالم أنهم فعلا همج وإرهاب ومع الأسف نجحوا في ذلك، فهل عرفتم اليوم أن الذين قتلوا العقيد هم نفسهم من قتلوا السفير ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ليلى نوران
المصدر : www.elmassar-ar.com