الجزائر

من قال: في الجزائر ساسة وسياسة؟!



من قال: في الجزائر ساسة وسياسة؟!
أعجبني تصريح زعيم الأرسيدي، محسن بلعباس، حين قال إن زعماء الأحزاب تحوّلوا إلى معلّقين على الأحداث في الفضائيات، في حين أن مهمتهم هي تعبئة المواطنين لصنع هذه الأحداث.. ! وفي الوقت نفسه تحوّل (الصحافيون) وتحوّلت الصحف والفضائيات إلى أحزاب سياسية مكان الأحزاب، التي أخذت دور الصحف والفضائيات. *زعماء الأحزاب يمارسون السياسة بالصحف والفضائيات، ويخاطبون حتى المناضلين بواسطة الإعلام، ويخاطبون السلطة أيضا بالإعلام.. ووسائل الإعلام أصبحت تمارس السياسة بالإعلام، وفي أحسن الحالات تمارس الإعلام بالسياسة. *كل مؤسسات الدولة، الدستورية وغير الدستورية، لا تقوم بدورها المحدد في الدستور والقانون.. لأنها لا تعرفه، أو لأنها تعتبر القيام به وفق القانون مسألة كمالية. *مؤسسة الجيش تمارس السياسة بالمخابرات.. ومؤسسة المخابرات تمارس السياسة بالتخابر، إلى درجة أن الناس أصبحوا يطلقون على (D.R.S) في بلادنا حزب الأحزاب.. والأحزاب الأخرى هي مجرد منظمات جماهيرية للحزب الحاكم فعلا. *كل الناس تعرف بأن قيادات الأحزاب الكبرى والصغرى، على السواء، تخضع للتسيير المباشر للحزب الحاكم.. وأن الحزب الحاكم فعليا له سلطة تعيين قيادات هذه الأحزاب، أفضل وأكثر من مناضلي هذا الحزب. بل وصل الأمر بالأحزاب أنها تقوم بعرض قياداتها على قيادة الحزب الحاكم، قبل أن تعتمدها رسميا. لهذا لا نتعجب إذا وجدنا (إعلاميين) ورجال فكر وثقافة يمارسون السياسة بالبيانات التي تناشد الرئيس بعدم الترشح لعهدة رابعة، ونجد زعماء الأحزاب يناشدون الرئيس للترشح لعهدة رابعة وخامسة؟! *برلمان الشعب بغرفتيه لا رأي له في موضوع ما يناقش في الفضائيات بخصوص مستقبل البلاد. الحكومة يلغي لها كاتب الرئيس اجتماع مجلس الوزراء.. هكذا بكل بساطة، لأن الحكومة ارتكبت خطأ تقنيا في إعداد الملفات التي قدّمت لاجتماع مجلس الوزراء، وقدّمت هذه الملفات بصورة قد ترهق مناقشتها صحة الرئيس أكثر مما هي مرهقة.. ولهذا تم إعادة هذه الملفات للاختزال ثانية وتأجل مجلس الوزراء! والحكومة والأحزاب والرئاسة والبرلمان وكل الناس ليست مجبرة على تقديم التفسير لهذا الإلغاء! ومادام مجلس الوزراء نفسه قد ألغي طوال 10 أشهر كاملة، ولم يسأل أحد عن هذا الفعل، فلماذا نتساءل عن إلغاء مجلس الوزراء؟ فقط ننتظر من الأحزاب أن تعلّق على هذا الفعل المخل بالحياء السياسي في الفضائيات والصحف؟! كما لاحظ ذلك محسن بلعباس. [email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)