جاء في تغريدة للشاعر والمحامي الكويتي سعود مطلق السبيعي، على حسابه بالتويتر، عدد فيها ” مناقب” المملكة العربية السعودية، أن ”السعودية قطعت النفط من أجل فلسطين، وحررت الجزائر وعمرت اليمن ولبنان ثم حررت الكويت والبحرين وأنقذت مصر من السقوط”.لا أدري أين قرأ هذا المحامي كلاما كهذا وإلى أي مصادر استند. فمملكته ربما حررت الكويت من قبضة المجرم صدام الذي غزا بلدا آمنا، بفضل الصواريخ الأمريكية التي من أجلها ما زالت الكويت إلى اليوم رهينة أمريكا، تدفع لها سنويا ملايير الدولارات مقابل مجهود حرب تحرير الكويت سنة 1991. ولكن أبدا لم تحرر المملكة الجزائر، بل حررها أبناؤها من الجزائريين وبعض الأوروبيين الذين اختاروا الجزائر وطنا لهم مثل المرحوم جونسون، وأرضها لم ترتو إلا بدماء أبنائها.فحتى الشقيقتان المغرب وتونس اللتان احتضنتا الحكومة المؤقتة والمالغ في وجدة، ومصر التي ساعدت بالسلاح والدعاية واستقبلت قيادات جزائرية على ترابها لم تدّع أي منها يوما أنها حررت الجزائر، فكيف تسند إلى المملكة مهمة شريفة كهذه؟ فهل حررتها بالدعاء والنوايا الحسنة؟! وحتى الكويت التي مولت واشترت السلاح ووقفت بجانب الثورة وبعدها مع الجزائر المستقلة لم تدّع شرفا كهذا.ثم كيف عمّرت اليمن؟ هل عمّرته بأطنان القنابل التي تلفظها طائراتها يوميا على رؤوس أطفاله وتسوية البنية التحتية بالأرض، ودمرت البلاد في حرب إعادة الشرعية المزعومة؟على من تكذب يا هذا، فليس لأن الإعلام المتآمر غطى على دماء الأبرياء في الحرب القذرة التي تقودها المملكة على اليمن، يمكنك تغيير الحقائق، وتزوير الحاضر فما بالك بتزوير التاريخ؟وعلى ذكر التاريخ، أحيلك على كتاب ”لعبة الشيطان.. دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي” للصحفي الأمريكي ”روبرت دريفوس”، لتعرف أن المملكة لم توقف النفط - مثلما كذبوا علينا عقودا - خدمة للقضية الفلسطينية، ولا دعما للعرب ومصر في حربها مع إسرائيل في أكتوبر سنة 1973، إنما فعلت ذلك بإيعاز من الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون، صاحب فضيحة ”الواترغيت”، وهو الذي شجع المملكة على استعمال سلاح النفط، حتى يعطي لأمريكا الذرائع في حروبها الاقتصادية المقبلة، تماما مثلما شجع بوش الأب صدام حسين على احتلال الكويت، لتفعل بكل من الكويت والعراق ما فعلت بهما لاحقا.المثل الشعبي عندنا يقول ”ما تحل الصدقة حتى يكتفي العيال”، وما دامت المملكة حررت الجزائر والكويت والبحرين، لماذا لم تحرر نفسها من قبضة أمريكا، فهذا ترامب يقول في تصريح لتلفزيون أمريكي إنه لم يقبل بحضور القمة الأمريكية السعودية إلا بعد قبول الملك سلمان منحه أموال الخليج وعقد صفقات أسلحة فاقت ال400 مليار دولار، وهو عهد قطعه ترامب على نفسه سنة 1988، عندما صرح لأوبرا وينفري بأنه سيصبح رئيسا وسيأخذ كل أموال الخليج وهو ما فعل. وأكثر من ذلك قال إنه لا خوف على القاعدة الأمريكية في قطر، لأنه إذا ما فكر في نقلها فهناك الكثير من العروض التي سيمولها أصحابها، ويضيف ضاحكا ”لقد ولى الزمن الذي كانت فيه أمريكا هي من تمول”! وطبعا العرض جاء من المملكة وهي مستعدة للرضوخ إلى كل طلبات ترامب، فهل هناك استعمار آخر أسوأ من هذا؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/07/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com