أول أمس، الأحد، حلت ذكرى وفاة الراحل القيادي التاريخي واحد مؤسسي الجمهورية الجزائرية الحديثة، فكرا وممارسة،نحن هنا نتحدث عن ذكرى رحيل المناضل والقيادي الكبير في الحركة الوطنية فرحات عباس، ذكرى مرت وكأنها لاحدث، لم يتوقف عندها إلا القلة القليلون ممن تربوا على الوفاء للرموز ونخب الجزائر، فالسلطات لم تعر للموضوع أهمية كما هو الشأن للكثير من المجاهدين ورواد الحركة التحريرية، ما يدفع إلى التساؤل عن سر الانتقائية في التعامل مع نخبنا الفكرية والثقافية والسياسية التي صنعت جزء من تاريخ هذا البلد. ولأنني من جيل لا دخل له في الصراعات والحساسيات رسمت العلاقات بين رموز الثورة، فإنني اعتقد أن التعتيم الرسمي على المناضل فرحات عباس، و أول رئيس للمجلس التأسيسي، له صلة مباشرة بمواقف الرجل، بتوجهاته الفكرية والسياسية التي لم يتمكن العديدون من فهمها، برمزية الرجل في مسار النضال الديمقراطي وليس الشمولي.. ومعنى أن سياسة اغتيال الرموز ما تزال قائمة حتى بعد أزيد من 50 سنة من الاستقلال.
ولان المناسبة للحديث عن الرموز، لابد أن نتساءل أيضا عن سر إلغاء الملتقى السنوي للراحل هواري بومدين، حسب تصريحات بعض الإطارات المنظمة للملتقى، وحتى وان أرجعت الأسباب إلى غياب التمويل، فالسؤال يظل مطروحا، لماذا يحجم الناس عن تمويل ملتقى هواري بومدين في الوقت الذي تنفق فيه الملايير على كرنفالات يدرجها الناقمون على الأوضاع في خانة الفساد المالي والسياسي والأخلاقي.
أليس هناك توجها لإزاحة رمزية بومدين وهو ميت من ذاكرة الشباب الجزائري، الذي يشيد بالهواري رغم انه لم يعايش فترة حكمه.
ما نريد التنبيه إليه هنا أن السعي الحثيث لاجتثاث رموز الأمة من المخيال الجماعي للمواطنين، لا يخدم البلد ولا التاريخ ولا المجتمع، فالدول التي تحترم نفسها تتفاخر وتتباهى برموزها وتسعى للترويج لمواقفهم ومساراتهم، وليس العكس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com