قد لا يختلف اثنان على أن أعراس أيامنا هذه تختلف اختلافا كبيرا عن أعراس زمان من حيث اختفاء الكثير من العادات الجميلة التي كانت تميزها إلى وقت ما ودون العودة إلى الأسباب التي تقف وراء الأمر، والمرتبطة غالبا بالتكاليف المالية الباهظة أحيانا وبدخول عادات جديدة لم تكن في قواميس احتفالات قران من سبقنا من السلف أحيانا أخرى إلا أن هناك عادات بالمقابل ما زالت مقترنة بذلك الماضي حتى وإن كانت أقل حدة ما كانت عليه.ومن بينها نجد تلك التي تسبق مواعيد الزفاف وتشمل مرحلة البحث عن العروس المناسب في حال ما لم يكن الابن قد وقع اختياره على من يريدها شريكة لحياته فيكلف بذلك الوالدة والشقيقة والمقربين من للعائلة للبحث له عن رفيقة درب صالحة. وفي حال تم الأمر تبقى الوالدة الأقرب إلى النظر في الأمر، وهذا هو حال الزواج التقليدي لدى البليديين الذين تسبق الأم ابنها لرؤية العروس قبل أن تعطيه الضوء الأخضر ليقول رأيه في الموضوع.ومن هذا المنطلق فإن الزيارة الأولى تكتسي أهمية وفقا لرأي الأم الذي تبديه من خلال شربها القهوة التي عرضت عليها في بيت الفتاة من قبل ذويها، أو امتناعها عن ذلك لأي حجة كانت.وقد يعتقد البعض أن هذه العادة اختفت بمرور الأيام لما فيها من فظاظة اتجاه أصحاب البيت، إلا أن العديد من السيدات اللواتي تحدثنا إليهن في الموضوع أكدن لنا أن الأمر ما زال قائما ولكل وجهة رأي، فبين من يدافع عن العادة هناك من يراها لؤما لا مثيل له.وعن هذا قالت لنا السيدة فاطمة “منذ فترة قصيرة تقدمت إحدى العائلات لخطبة ابنتي على شاكلة الزواج التقليدي. وقد تفاجأت لرفض والدة الشاب شرب القهوة حتى قبل أن ترى ابنتي وهو أمر الذي لم يعجبني قطعا فأنا أيضا لي أبنائي وقد زوجتهم بنفس الطريقة ولم أتعمد أبدا إحراج أهل كنّاتي بهذه الطريقة التي يبدو أنها لم تختف فعلا، وهي راسخة في ذهنيات البعض ممن يتمسكون بتلك العادة الجارحة للمشاعر لإبداء رأيهن في الفتيات”.من جهة أخرى، دافعت السيدة يامنة “70 سنة” من مدينة الورود عن هذا التقليد بحديثها معنا والقول إن إقدام سيدات وأمهات الماضي وحتى من سيدات وقتنا هذا على الاحتفاظ بالعادة المذكورة له مبرره، مبدية قناعة راسخة في أن الأمر، حيث يجنب أهل الفتاة التشبث بأمل حصول قبول لدى الطرف الآخر”. وفي حال عدم حصول هذا الأخير، فإن الزيارة في غالب الأحيان تقتصر على وقت قصير، كما أن الواحدة منا لا تقولها مباشرة هكذا لا أرغب في شرب قهوتكم وإنما تقولها بطريقة أو بأخرى تحفظ بها ماء الوجه للجميع وتترك رسالتها بأنه لا يوجد نصيب بين الطرفين”. وفي حال نالت الفتاة رضا الحماة المفترضة ومرافقاتها، فإن الأمر يختلف كليا ويتجلى بذلك على القعدة التي يبدأ فيها التخطيط الأولي لمرحلة الزفاف.وللفتيات رأي في الموضوع فـ”مفيدة” مثلا وبحديثها لنا تساءلت لِمَ لا تقدم السيدات اللواتي يكلفهن أبنائهن بالبحث له عن زوجات بمحاولة رؤية الفتاة التي يرغبن فيها عن بعيد دون إحراج والتقدم لمنزل أهلها ثم رفض شرب القهوة “أعتقد أن الأمر سيكون أفضل بذلك بكثير”.وإن كان يمكن تقبّل هذا الرأي، فإن هناك من يعتقد أن الاحتفاظ بمثل تلك العوائد مقترن بالحفاظ على شيء من خصوصية مجتمعنا، بالرغم مما يعطيه الأمر من انطباع حول قسوة في شخصيات الأمهات حموات المستقبل.العاقل زهية
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/12/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com