الجزائر

من طرابلس إلى بنغازي ”عبد الفتاح” يقلب أوراق المعارضة... وأوراق القذافي أيضا



ألغي، ليلة أول أمس، مؤتمر صحفي، كان من المفترض أن يعقده خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبية، بالعاصمة طرابلس، للتعليق على تطورات الأوضاع الليبية، قبل انتشار خبر مقتل قائد الحملة العسكرية للمعارضة، والذي يكون قد أخلط أوراق الخارجية الليبية، التي لم تكن تتوقع حدثا بمثل هذا الوزن.وقفت ”الفجر”، بالعاصمة طرابلس، على تداعيات انتشار خبر مقتل عبد الفتاح يونس رئيس أركان القيادة العامة للمعارضة، ببنغازي، على يد مسلحين في ظروف غامضة. وفور تأكيد الخبر عبر وكالات الأنباء، وعلى لسان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، انطلقت التكبيرات من أفواه بعض الرسميين المقيمين في فندق ريكسوس بقلب العاصمة، والذي كان يستعد لاستقبال نائب وزير الخارجية الليبية خالد كعيم، لتنشيط مؤتمر صحفي خاص بتطورات الأحداث الليبية، لكن خبر مقتل يونس قلب الأوضاع واستدعى إعادة ترتيب أوراق الخارجية الليبية؛ حيث يرى متابعون التقت بهم ”الفجر” في طرابلس، أن مقتل رئيس أركان المعارضة المسلحة، الذي عثـر في وقت مبكر من صبيحة أمس، على جثته، في منطقة وادي القطارة قرب بنغازي، سيحدث انشقاقا داخل المجلس الانتقالي المتهم بقتل يونس، على خلفية اتهامه بإجراء اتصالات فردية مع العقيد الليبي.وكان مراسلو وسائل إعلام عالمية، متواجدة في بنغازي، قد ذكروا صباح أمس، في هذا السياق، إن مجموعة من أتباع عبد الفتاح يونس، ينتمون إلى قبيلته العبيدات، قاموا بإطلاق النار بالقرب من الفندق الذي يقيم فيه المراسلون في بنغازي، للتعبير عن غضبهم وتنديدهم بمقتل القائد الميداني للمعارضة، ووزير الداخلية السابق في نظام العقيد القذافي.من جهة أخرى، يرى متابعون أن مقتل يونس الذي أسعد، ظاهريا، الموالين للعقيد الليبي، قد يؤثـر أيضا على مجرى المفاوضات التي تحركت إيجابيا في الأيام الأخيرة، حيث يُعتقد أن العقيد عوّل على اللواء يونس لتفعيل عجلة المفاوضات، مثلما استنجد به سابقا لإخماد مظاهرات بنغازي في17 فيفري 2006 والتي راح ضحيتها 1200 من المواطنين العزل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى خلال دقائق بسبب الاستعمال المفرط للقوة.وأيا كانت الجهة المتورّطة في مقتل يونس، فلا شك أن مقتله يعد منعرجا حاسما في مسار الأحداث الليبية التي تدخل شهرها السابع، مع تواصل الاشتباكات الميدانية بين قوات المعارضة وبين الجيش الليبي، في الوقت الذي كثفت طائرات الناتو، ليلة أول أمس، قصفها على مناطق مركزة في طرابلس، لا سيما محيط باب العزيزية، وبمحاذاة غابة النصر غير بعيد عن فندق إقامة الصحفيين.من طرابلس / رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)