الجزائر

من روائع أخلاق الرّسول الكريم الحياء



 ''فيستحيي منكم'': عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرّ بنا في مسجد بني رفاعة فسمعته يقول: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا مرّ بجنبات أم سليم دخل عليها فسلّم عليها، ثمّ قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عروسًا بزينب، فقالت لي أم سليم: لو أهدينا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم هدية. فقلت لها: افعلي.
فعمدت إلى تمرٍ وسمن وأقط، فاتّخذت حَيْسة في بُرمة فأرسلت بها معي إليه، فانطلقت بها إليه، فقال لي: ''ضَعْهَا''. ثمّ أمرني فقال: ''ادْعُ لِي رِجَالاً -سَمَّاهُمْ- وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ''.
قال: ففعلت الّذي أمرني، فرجعت فإذا البيت غاص بأهله، فرأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وضع يديه على تلك الحيسة وتكلّم بها ما شاء الله، ثمّ جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم: ''اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ''.
قال: حتّى تصدعوا كلّهم عنها، فخرج منهم من خرج وبقي نفر يتحدثون. قال: وجعلت أغتمُّ ثم خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نحو الحجرات، وخرجت في إثـره فقلت: إنهم قد ذهبوا. فرجع فدخل البيت، وأرخى الستر وإني لفي الحجرة وهو يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} الأحزاب: .53 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)