الجزائر

من تندوف أسطورة " هداري " الولي الصالح الذي تبنته النعام ( الجزء 2 )



من تندوف أسطورة
* في المجتمع البشري :
كان العثور على هداري من قبيل الصدفة, عندما تفطن أحد الصيادين البدو لأثر انسان يتابع النعام, بفضل خبرته في معرفة طبيعة الأرض و الأثر, و التمييز بين أثر الانسان و الحيوان, كان هذا الاكتشاف بالنسبة للعائلة بارقة أمل لايجاد هداري, فجددوا البحث عنه و بالفعل استطاعت أن تعثر على مكان الابن الضال, و ارجاعه الى اهله و عشيرته, بعد ما نصبت له كمينا أوقعت فيه سائر القطعان.
أخذ هداري يندمج شيئا فشيئا في المجتمع البشري و الحياة الاجتماعية, و من بين المشكلات العويصة التي اعترضته بعد عودته من المجتمع الحيواني, مشكلة البكم حيث لم ينطق بكلمة واحدة, و بقي على هذا الحال الى ان جاءتهم امراة عجوز, و أمرتهم أن يشدّوا وثاقه بحبل طويل في رجليه, ثم يلقوه في بئر, و عندما أطلق صراخا و هو يهوي الى قعر البئر قائلا : "يا الله ", " يا الشيخ محمد معروف ", و بعض الأصوات الغريبة غير المفهومة.
و يجمع الذين عايشوا هداري أنه تتلمذ على يد الشيخ ماء العينين أحد الأولياء الصالحين, و الشيخ محمد معروف, و لم يعرف عنه انه تعلم حرفة, انما كان يقتات من عطايا الناس, يقبل الصدقة, و يعطي كل محتاج و مسكين.
و لئن كان هداري قد اندمج في المجتمع البشري, الا انه احتفظ طيلة حياته ببعض الخصائص التي اكتسبها من المجتمع الذي نشأ و ترعرع فيه.
* أوصاف هداري :
اتصف هداري بأوصاف فريدة, ما يجعلنا نتساءل عن هوية شخصيتنا الأسطورية : أمِن العالم الانساني هي, أم من العالم الحيواني؟ فمن أهم الصفات التي اتصف بها هداري حسب الحكي الشعبية و الناس الذين عرفوه, و كذلك الكرامات التي قيل أنها تحققت على يده :
- انفرد ببعض الصفات النبيلة و المكارم الخلقية, و خاصة النية الصادقة ( عديم الحيلة و المراوغة ), و كم كان كريما يأخذ من هذا اذا أعطاه, و يعطي لذاك دون أن يسأله.
- قدرة على شفاء المرضى بمجرد لمسهم.
- سرعة الجري الفائقة, حتى انه يوصف بالغزال في السرعة.
- له لحية بيضاء, و شعر أسود ناعم كثيف لم يصبه الشيب, يصل طوله الى حدّ الركبة, و يكره أن يلمسه أحد.
- كان يحب العزلة , و لا احد يستطيع مجالسته سوى زوجته.
- قدرته و تحمله أكل كل شيئ.. نعم كل شيئ.. حتى انه كان يكسر الزجاج و يبتلعه دون أن يصيبه أذى.
- يقوم أحيانا بحركات غريبة شبيهة بالنعام.
- اشتهر بوجود ثقب في اصبعه الأيمن ( الإبهام ), يخرج منه اللبن حين يحس بالعطش, و استمر ذلك رغم تقدم سنه.
- عندما تصيبه النوبة و يأخذه الحال يطلق أصواتا غير مفهومة أحيانا, و يردد هذه العبارات : يا الله .. يا نعامة .. يا شيخي يا ماء العينين.
* زواجه :
تزوج هداري و انجب أولادا طبيعيين لم يرثوا منه تلك الصفات الغريبة, باستثناء صفة الكرم و الجود, قيل أنه تزوج امراة بمهر أسد تبعا لطلبها, و بعد ذلك تزوج امراة اخرى تدعى " خروبة بنت الشيخ ", و أنجب منها ولدين هما أحمد هداري ولد قريميش, و النعمة هداري ولد قريميش , و بعد مدة تزوج امراة ثالثة و انجب منها ولدين : أحمد هداري ولد قريميش و الموجود حاليا بموريطانيا, و ماء العينين هداري ولد قريميش و هو متوفي.
* وفاته :
يروى ان هداري عمّر طويلا حوالي قرنا و عشرين عاما, و لم تتوفاه المنية لمرض, و انما لتقدم سنه فحسب, توفي بتندوف و دفن بها, و يوجد قبره بأعالي وادي قراير العرق, في رأس وادي القنطار, و أصبح ضريحه مزار للناس تبركا به و تيمنا, و يزعم البعض أن نعامة تزور قبره كل مساء.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)