الجزائر

من تندوف أسطورة " هداري " الولي الصالح الذي تبنته النعام ( الجزء 1 )



من تندوف أسطورة
* مقدمة :
هداري من أبرز الشخصيات التي لعبت دورا مهما في اثراء الثقافة الشعبية و الدينية للمجتمع التندوفي, هي شخصية حقيقية و واقعية, و لكن أطلق الخيال عنانه لينسج أسطورة في غاية الغرابة و العجب, فضلا عما تمتعت به الشخصية من الاعتراف بالصلاح و التقوى و الورع من طرف الخاص و العام .
انه وليّ من اولياء الله الصالحين الكثيرين, الذين تنتشر أضرحتهم في كامل الولاية, الا ان شخصية هداري الاسطورية انفردت بصفات قلما نجدها في غيرها.
* نسب هداري :
ينتسب الى اهل " ايديشلي " حسب الشيخ الغزواني, صهر هداري و الذي عايشه فترة من الزمن, و حسب جمعية " قنفة " الثقافية فإن هداري من " السواعد " اي ينتمي الى قبيلة " ساعد " احدى قبائل الرقيبات.
* الرحلة و بداية الاسطورة :
بدأت اسطورة هذا الرجل يوم كان رضيعا في حضن امه مع قبيلتها تشد الرحال نحو اهلها و كانت القبائل منتشرة عبر الفيافي و القفار تتبع الاكل و الماء, و كان اخوال هداري من هؤلاء البدو الرحل, و بعد تجهز "لفريق" ( كلمة باللهجة الحسانية تعني القافلة ) و مضي مشوار من التنقل توقفت القافلة كعادتها لتأخذ قسطا من الراحة, بين اشجار الطلح الممتلئة بالاوراق و الخروب الاخضر, و بينما الرجال حول شعلة من النار للتدفئة. في هذه اللحظات غادرت ام الرضيع المجمع ساعية لجمع الحطب, و لم تمكث طويلا حتى هبت زوبعة رملية عاتية, حطمت المخيم, و انعدمت فيها الرؤية حتى اختفى كل شيئ و اختفى معها هداري.
* هداري في جوف العاصفة :
تعود الام الى خيمتها بعد ان هدأت العاصفة, و بينما اشتغل الجمع في اعادة ترتيب امورهم, تتفاجئ الام باختفاء رضيعها, و تكتشف ان ولدها في عداد المفقودين, فملأت الاجواء صياحا و عويلا, و تفرق الرجال في الوهاد و الشعاب بحثا عن الابن الضائع, لكن دون جدوى. أعادوا البحث عبثا في أعماق الصحراء دون ان يهتدوا الى هداري, او الى المكان الذي اخذته الزوبعة, و لم يعرفوا اي الامصار ابتلعته, و الى اين رمته الاقدار, حتى يئس الأهل من البحث عنه.
* في المجتمع الحيواني :
في تلك الأثناء, فتح الرضيع عينيه ليجد نفسه وحيدا, وسط صحراء لا حدود لها, ثم فجأة يجد حواليه سرب من النعام, قد تبنته كواحد من صغارها, و ببراءة الأطفال و دهشتهم بدأ هداري ذو السنتين يصول و يجول معها, و يجد في النعام و صغارها الأهل و الأم و الخلان, و بقدرة قادر فقد كان يتغذى بامتصاص ابهامه الذي يتدفق منه اللبن.
و بعد أن مكث مدة من الزمن, أصبح يقلد حركاتها, و يطاردها من مكان لأخر, و أصبح معاشه لا يختلف تماما عما تقتات منه النعام حتى بلغ سن الثامنة عشر.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)