من بينها “أمريكا" لربيع جابر: غاليمار تحتفي بالرواية العربية أفريل المقبل

تستعد منشورات “غاليمار" الفرنسية، ابتداء من 26 أفريل المقبل، لإصدار سلسلة من الروايات العربية، أبرزها “أمريكا" للبناني ربيع جابر، حيث يعكف المترجم سيمون كورتاي وزميلته شارلوت واليز على ترجمة النص من العربية إلى الفرنسية، وذلك ضمن سلسلة “كل العالم" التي يستعد الناشر لتقديمها للقارئ الفرانكفوني.
نالت “أمريكا" اهتمام الدار الفرنسية العريقة، بعد الضجة الإيجابية التي أحدثتها عقب ترشيح النص لجائزة البوكر العربية في 2010. وقد كتبت أقلام عديدة آنذاك عن براعة جابر في صياغة الأحداث بشكل يجعل القارئ يسافر إلى سنوات العشرينيات، حيث مجريات القصة. وقد أوكلت “غاليمار" مهمة الترجمة إلى الخبيرين في النصوص العربية، الثنائي كورتاي وواليز، اللذين سبق لهما ترجمة “بنات الرياض" لرجاء الصانع، إضافة لكتّاب آخرين مثل بهاء طاهر، جمال محجوب، صافي عطا، إدوارد سعيد...
يعد المؤلف اللبناني ربيع جابر، كاتبا بارعا ومحبوبا، هو “سيد العتمة" روايته الأولى “1992"، التي أصدرها في العشرين من عمره، وفازت بجائزة الناقد للرواية للسنة نفسها. في جعبته 16 رواية آخرها “أمريكا" التي كانت من ضمن الروايات المرشحة لجائزة البوكر العربية لعام 2010.
تحكي الرواية قصة “مارتا حدّاد" شابة سورية من قرية “بتاتر" التي تُسافر إلى أمريكا بحثًا عن زوجها الذي انقطعت رسائله وأخباره. تصل إلى هناك وحيدة ليس معها إلا زوّادة بسيطة وقليل من المال، تتجه إلى التاجر الأمريكي الذي يعمل زوجها عنده. الجميع يعرف زوجها “خليل" أو “جو"، كما يطلقون عليه هناك، ولكن أخباره انقطعت منذ فترة ولا أحد يعرف مكانه أو ما حدث له. تعمل “مارتا" لدى التاجر الأمريكي في معمل خياطة، منتظرة أن تسمع أخبارًا عن زوجها. تمرّ الأيام تكتشف أن “جو" يعيش مع أمريكية ونسيها تماما، وتقرر أن تستعيد كرامتها والعمل بفيلادلفيا والاستقرار بعيدا عن بيروت.
وتستمر القصة من عام 1913 مرورًا بسنوات الحرب العالمية الأولى، ووباء الإنفلونزا الإسبانية، والكساد الاقتصادي ثم الحرب العالمية الثانية إلى عام 1973. تختصر أحوال المهاجرين السوريين بالأراضي الأمريكية. وعبرها يحكي لنا الروائي كفاح هذه المرأة، وإصرارها بكثير من المتعة والجمال، عبر استخدام تقنيات كتابية أهلت صاحبها للاحتفاء به إلى اليوم.