من أجل عبد المؤمن دفنا تاريخ خليفة لعروسي الجدير بالذكر

فاجأني أحد مجاهدي ولاية الوادي بهذا السؤال: لماذا لا تكتبون عن المجاهد خليفة لعروسي ؟ أجبته بعفوية: لأني غير مختص في تاريخ الثورة أو الحركة الوطنية.. رد بصرامة: أنا لا أقصدك أنت بالذات ولكن أقصد كل رجال الإعلام في بلادنا... ودون أن يترك لي المجال للرد أو الدفاع عن نفسي وعن زملائي واصل حديثه: لأن خليفة لعروسي هو والد عبد المؤمن خليفة المطلوبة رأسه من طرف السلطات الجزائرية، عليكم ألا تسكتوا عن تاريخه النضالي الكبير وعن جهاده المستميت في الدفاع عن الجزائر وعن إسهامه في النهوض بالإاتصاد الوطني فجر الاستقلال... لم تشفع لسي خليفة لعروسي عضويته في المالغ ولا كونه الذراع الأيمن لسي عبد الحفيظ بوصوف الذي أسس معه جهاز الاستخبارات ولا كونه أمينا عاما لوزارة التسليح ومديرا لمدرسة تكوين الإطارات... أما بعد الاستقلال فلم تشفع له هذه المسؤوليات والمناصب: فقد تم تعيين خليفة لعروسي نائبا في أول برلمان للجزائر المستقلة ثم وزيرا للتصنيع والطاقة، ثم سفيرا للجزائر بلندن، ثم مديرا عاما لشركة الخطوط الجوية الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتم تعيينه ممثلا للجزائر في مجلس الأمن والسلم المقرب من الكتلة الشرقية في فترة عرفت تصاعد الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وساعده منصبه ذلك على تأليف كتابين في هذا الشأن، وقامت زوجته شخصيا بتصفيف الكتابين بالآلة الراقنة وكانت خير عون له عند نشرهما، وبعدها تفرغ للحياة العلمية ودرس الصيدلة بجامعة الجزائر، ليفتح بعد تخرجه صيدليته الخاصة ومخبرا صغيرا للأدوية بمساعدة زوجته التي كانت تشرف أحيانا على صندوق المال إلى غاية وفاته يوم 1 سبتمبر 1990... هذا هو خليفة لعروسي، أليس من الإجحاف أن يبقى مغيبا عن احتفالاتنا وكتاباتنا.. أين مجاهدو ولاية أم البواقي التي ولد بها ومجاهدو ولاية الوادي التي ينحدر منها.. أين زملاؤه في الولاية التاريخية الخامسة ورفاقه في المالغ... متى ندرك أن لا ذنب لسي خليفة لعروسي في ما جناه ابنه عبد المؤمن، كما أنه لا ذنب لآباء وأجداد السيد شكيب خليل في ما اقترفه هذا الأخير من آثام.. قال تعالى: ”لا تزر وازة وزر أخرى”..