الجزائر

مليكة مقدم تتراجع عن موقفها وتصرّح لـ''الخبر'' ''المجتمع يميل أكثر إلى الإسلاميين قبلنا بذلك أو رفضنا''



اعترفت الكاتبة الجزائرية مليكة مقدم، أن التيار الإسلامي في الدول العربية حقيقة موجودة في المجتمع. واعتبرت في حوار لـ ''الخبر'' أن المرور عبر هذا الاختيار لا بد منه، إن تم عن طريق الصندوق وبكل حرية واحترمت فيه قواعد اللعبة الديمقراطية، مستبعدة أن يكون الوضع مشابه في الجزائر. تعودين إلى الرواية مرة أخرى؟
 في روايتي الأولى، أحسست لفترة أنني سأتوقف ولن أستطيع الاستمرار في الكتابة، والسؤال الجوهري الذي طرحته هل أستطيع أن أواصل، خاصة أنها كانت حول موضوع يتعلق بي، بعالمي، بمحيطي، بعائلتي، أي أن كل التفاصيل أعرفها لا شيء جديد. والسؤال هل أستطيع أن أقدّم الخيال. فقررت بعدها مباشرة أن أخرج من عالم السيرة الذاتية، وأتوجه إلى الرواية الخيالية. المرغوبة هي روايتي العاشرة، اسم باخرة تسافر على متنها فتاة في البحر، للبحث عن رفيق دربها الذي اختفى في ظروف غامضة. تعمل الفتاة صحفية غادرت الجزائر أيام العشرية السوداء، وتلقت العديد من الصدمات في حياتها، في خضم الأحداث أتعرض إلى قضايا عدة من الناحية الاجتماعية والنفسية في بقعة من المتوسط، تتشابك فيها العلاقات بين الدول، خاصة أن القصة تدور أحداثها بين أربع دول، الجزائر، إيطاليا، تونس وفرنسا.
تصنف دائما مليكة مقدم على أنها كاتبة المرأة أو مدافعة عن المرأة ما موقفك من هذا التصنيف؟
 يجب أن نضع النقاط على الحروف، هل الدفاع عن الحرية ورفض الظلم والبحث عن الحقوق والمساواة يجعلني كاتبة للمرأة، إن كان هذا المقصود، إذن أنا أقبل بهذا التصنيف. كنت أصرخ دائما منذ كنت صغيرة وأرفض الكثير من الأشياء في عالمي، كنت أرفض التفريق بين الإخوة. أنا ابنة الثورة، خرجت إلى الشارع في مظاهرات ناديت بحرية الجزائر. الحرية والمساواة والعدالة مفاهيم غير قابلة للتجزئة، لأنها تعني الإنسان بصفة عامة وليس المرأة فقط أو الرجل فقط. هناك من يحاول أن يضع كل شيء في خانة و أن يصنّف ويلصق الأوصاف بالآخرين، أنا مع الحرية والمساواة للرجل، كما للمرأة، أنا أرفض أن أوضع دائما وراء ظهر الرجل، لم لا يتكلمون عن المجتمع في الجنوب ونقول الحقيقة، المرأة تشارك الرجل وأنا لا أرفض ذلك، بل أرفض التصنيف أن أوضع في خانة أو قفص أي صفة كانت.
هل ستغير الثورات العربية من وضعية المرأة في هذه الأوطان وغيرها؟
أرى أن الثورات شيء رائع، لكن المجالات مختلفة ومساحات النضال أيضا، مثلا في تونس الديمقراطيون والمتحررون دافعوا من أجل الحرية، لكن الإسلاميين بقيادة النهضة انتزعوا الثورة، الصراع الآن حول الحريات وخاصة الحريات الفردية. فاز الإسلاميون في تونس لأنهم أكثر تنظيما من الديمقراطيين، كما أنهم ركّزوا ولعبوا كثيرا على قضية الاضطهاد الذي مورس عليهم من طرف نظام بن علي ودخولهم السجون والتهميش والنفي، عرفوا كيف يلعبون على الوتر الحساس.
وماذا عن الجزائر والتشريعيات اقتربت ؟
المجتمع يميل أكثر إلى الإسلاميين، قبلنا بذلك أو رفضنا، لقد ذهبت شهري سبتمبر ونوفمبر إلى الأغواط وميزاب، رأيت كيف احتلت الأفكار الإسلامية المجتمع، أطفال لا يتجاوزون الرابعة عشرة من العمر يتحدّثون كل شيء بالدين. أرى أنه تراجع إلى الوراء بالنسبة للمجتمع الجزائري، قمة الانحطاط، لأنهم مجرد أطفال، يجب أن ننتمي إلى عالم اليوم 2012، ونقدّم شيئا إلى المجتمع، لا أن نعود إلى القرن الـ .14 هذا مخيف.. لكن اللوم ليس على الإسلاميين، بل على المدرسة الجزائرية، كيف يمكن لبلد أن يتطور إن خدّر شبابه بهذا الشكل، أرى أن المدارس امتلأت بالعنف والدولة غائبة عن هذا الواقع، إنها طريقة أخرى للاستعباد والاستعمار ويتم تمريره عن طريق الدين في هذه المرة.
هل يجب أن تمر الجزائر على نفس الطريق؟
 أنا لست ضد حكم الإسلاميين إن مروا عن طريق الصندوق واحترموا قواعد اللعبة الديمقراطية، مثلا في تونس صعب أن نبدأ ديمقراطية جديدة من العدم لذلك فازوا، أما في الجزائر فالأمر مختلف، لقد مررنا بعدة تجارب، كما لا ننسى موقف الجيش، بالإضافة إلى المعارضة، عليها أن تلعب دورها كما يجب.                                





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)