ملح قليل ... صحة أفضل

بعض الأمهات يفضلن أن يحتوي الطعام على نسبة عالية من الملح المعروف علميا (بالصوديوم) فيتعود أبناؤها على عدم إستساغة الطعام إلا إذا ردموه بالملح بالإضافة إلى ما تتبارى في تقديمه لهم في المناسبات من الأغذية المالحة وعلى الرغم من أن الدراسات العلمية قد ربطت بين الإفراط في الملح وعدد من المشاكل الصحية أخطرها ضغط الدم العالي إلا أن معظم طبقات المجتمع سواء كانوا متعلمين أو غير متعلمين ما زالوا يداومون على هذه العادات الغذائية الخاطئة.ويؤكد الأطباء أن هذه العادة الغذائية الضّارة تهدد صحة كل أفراد الأسرة وهي غالبا ما تقودهم الى الإصابة بارتفاع ضغط الدم قبل بلوغهم سن الأربعين والذي يترتب عليه الإصابة بأمراض الكلى والقلب والشرايين والجلطات. فالدراسات قد أوضحت أن الكلى كثيرا ما تعجز عن التخلص من الملح الزائد الذي يجذب اليه الماء في الدم فيزداد حجمه ويصبح حملا على القلب عند ضخه وقد يكون الملح لا غنى عنه لوظائف الأعصاب وانبساط العضلات والحفاظ على توازن السوائل في الجسم ولكن الذي يحدث أننا نسرف في تناوله بنسبة تزيد عن حاجة الجسم فالشخص العادي المتوسط العمر يحتاج الى 1500 ملغرام ليقي نفسه من الامراض وهو ما يعادل نصف ملعقة وفوق معدل ما يتناوله الشخص العادي هذه النسبة فيصل الى 2300 ملغرام علما بأنه يوجد بشكل طبيعي في كثير من انواع الغذاء ولكن تزيد نسبته في البروتينات الحيوانية وتضاف نسبة كبيرة منه للأغذية المصنعة لضمان عدم فسادها ولتحتفظ بلونها الجذاب كالأجبان واللانشون والبسطرمة والسوسيس والهامبورجر وترتفع نسبته في الوجبات الجاهزة كالبرجر والبيتزا والدجاج المقلي لتصل الى 900 ملجم في القطعة اي ما يزيد على 50 مما يحتاجه الجسم للقيام بوظائفه. كما أشارت دراسة أمريكية نشرها مركز الأبحاث الأمريكي مايوكلينك.
وينصح المختصون بتخفيض كمية الملح المضاف للطعام ليصل الى 500 مليغرام فقط خاصة بين الذين لديهم تاريخ عائلي يشير الى اصابتهم بالضغط المرتفع والاستعاضة عنه بالليمون والأعشاب ويؤكد أن التعود على انخفاض الملح في الطعام يظهر مذاقه الحقيقي بالإضافة الى فائدته للصحة.