ملتقيات ومهرجانات فنية تكرم المرأة الجزائرية خلال عام 2014

يبدو أن حواء استطاعت هذا العام أن تسرق الأضواء في جل المهرجانات والتظاهرات الثقافية و الفنية ببلادنا وعلى مدار عام كامل، وهو ما أتاح الفرصة لفتح أبواب عديدة للنقاش و فضاءات واسعة للتحاور حول قضاياها واهتماماتها، سواء في مجال السينما أو الأدب وحتى المسرح والتلفزيون، كما سمح بإمكانية التعرف عن كثب على عالم الأنوثة والتغلغل في مكنونات تحدياتها الشائكة ، لاسيما تلك المتعلقة بالحرية والحقوق،فكانت عدسات الكاميرا موجهة لها منذ بداية السنة، في محاولة لشد الانتباه نحو أوضاعها وأفكارها من خلال رؤى متفاوتة ومواقف متباينة طرحت بكل موضوعية على طاولة النقاش بصورة جلية ومقنعة .ومن أهم التظاهرات الدولية التي خصصتها الجزائر للمرأة هذا العام نذكر المؤتمر الدولي الأول للأنوثة من أجل ثقافة السلم الذي احتضنته وهران أكتوبر الفارط تحت شعار"الكلمة للنساء"، الملتقى الذي نظمته مؤسسة التنمية المتوسطية "جنة العارف" ،وترأسه شيخ الطريقة العلوية " خالد بن تونس"، عرف مشاركة حوالي 3000 مشارك من حوالي 25 بلدا عربيا و أجنبيا كانت لهم الفرصة للاطلاع على قضايا حواء من خلال مداخلات قيمة ومحاضرات مميزة، عززها عدد الورشات المبرمجة على مدار الفعالية التي أشرفت عليها أسماء نسوية مرموقة لها من التجربة والخبرة ما يخولها لتأطير المتربصين من أساتذة وطلبة، و لأن المؤتمر كان يهدف بالدرجة الأولى لترقية مكانة المرأة وتعزيز السلام فقد خرج بعدد من المشاريع الإنسانية الهامة تحت شعار"العيش معا بشكل أفضل"، حيث أعلن شيخ الطريقة العلوية عن خلق مشروع خاص بالسلام يتم تقديمه إلى هيئة الأمم المتحدة، حتى يكون رهانا جديدا للجزائر و بالتحديد لمدينة وهران التي سيولد من رحمها هذا المشروع الإنساني الهام .من جهة أخرى كانت تظاهرة " أيام الفيلم الملتزم" التي احتضنتها الجزائر خلال الأيام الأخيرة هي الأخرى من أهم المحطات الفنية التي اهتمت بعالم المرأة، حيث أعطتها حصة الأسد في أجندتها وجل محطاتها المبرمجة، لاسيما المنافسة الرسمية التي عرفت مشاركة حوالي 16 فيلما وثائقيا و طويلا ، على غرار فيلم "امتحان دولة " للمخرج الكونغولي " ديودو حمادي" الذي فاز بالجائزة الكبرى ، وهو عمل روائي يروي في 92 دقيقة قصة مجموعة طلبة توجهوا في رحلة إلى " كينشاسا " عاصمة الكونغو الديمقراطية، من أجل إجراء امتحان دراسي يعادل البكالوريا الفرنسية، و أيضا فيلم "بخصوص العنف" للمخرج " غوران هوغو أولسون " المستوحى من كتاب "فرانس فانون " الموسوم ب"المعذبون في الأرض" والذي افتك جائزة لجنة التحكيم الخاصة،خلال الفعالية، وهو عمل وثائقي يروي في مدة 75 دقيقة تاريخ نضال الشعوب الأفريقية ضد الاستعمار، بالاعتماد على وثائق وشهادات حية عايشت تلك الفترة، إضافة إلى فيلم" صوت أميركا اللاتينية" للمخرج " مرسيدس سوزا " الذي فاز هو الآخر بجائزة الجمهور، أما الفيلم الجزائري " إحنا برا " للمخرجتين " بهية بن شيخ الفقون" و " مريم عاشور بوكاز" فقد حصل على تنويه من قبل لجنة التحكيم ، هذا إضافة إلى جوائز أخرى منحت لأفلام روائية ووثائقية شاركت في المنافسة.ودائما في عالم المرأة صنعت ولاية سعيدة الحدث هذه المرة من خلال احتضانها مؤخرا للطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الوطني لأدب وسينما المرأة ، حيث استضافت على أرضها سيدات الفن السابع الجزائري وكذا كوكبة هامة من أديبات الجزائر، فكان عرسا ثقافيا بدون منازع بحضور ل من السيدة " شافية بوذراع "، " فتيحة بربر "، " بهية راشدي"، " فتيحة سلطان" ، " مليكة يوسف" و " يمينة شويخ "، أما المبدعات نذكر " جميلة طلباوي " ، نادية لعياطي ، " بختة حسني" و " سعيدة درويش " وغيرهن من الكاتبات .