الجزائر

ملتقيات عاصمة الثقافة الإسلامية 2011‏


 
ونحن على أبواب اختتام الملتقيات الدولية حول تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي رعتها وزارة الثقافة من خلال المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ والانسان، والتي ستتوّج بالملتقى الدولي حول رائد المقاومة المسلحة ضدّ الاحتلال الفرنسي الأمير عبد القادر، وهو الملتقى الثاني عشر من ملتقيات تلمسان الثقافة التي تركت أثرا طيبا، من خلال البحوث والدراسات الجادة التي تناولتها خلال سنة كاملة، ونفضت الغبار خلالها على أعلام ومعالم وكشفت عن تراث ثقافي ثري.
الملتقيات الدولية تعدّ من أهم المظاهر الثقافية والعلمية التي يمكن تسجيلها في النشاطات والتظاهرات الخاصة كتلك التي يتم تحديدها في ظرف زمن خاص مثل تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، وعامة كالتي تأتي في إطار النشاطات التي تسجلها وزارة الثقافة أو التعليم العالي أو أي مؤسسة تنشط نشاطا ثقافيا من خلال برنامج تعمل في إطاره.
المركز الوطني للبحوث والدراسات ما قبل التا ريخ سطر اثني عشرة ملتقى دوليا في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، وكان الملتقى ما قبل الأخير قد تناول تاريخ تلمسان الأدبي الذي دعا له دراسون وباحثون مختصون من الوطن العربي والإسلامي وأوروبا، تناولوا من خلاله تاريخ تلمسان الأدبي؛ أعلامه وعلماؤه وأيضا الآداب الشعبية، حيث تطرق لعدة محاور منها الشعر، النثر، أدب الرحلات، اللغة والبلاغة وغيرها من الأغراض الأدبية والتاريخية، وقد أبرز الملتقى علماء ربما مايزال البعض منهم قيد الاعتقال في المكتبات والخزائن والمخطوطات، ومنهم من تم إزاحة الغطاء عنه؛ كإبن خميس وابن أبي حجلة، بالإضافة إلى أدباء استطاعوا فرض وجودهم؛ كالمقري صاحب كتاب ''نفح الطيب'' وابن مرزوق وغيرهم من العلماء الذين تناولهم ابن مريم في بستانه، إضافة إلى أدب الخطابة والسياسة الذي ظهر في تلمسان على مشاهير أساطين الأدب المغاربي كابن الخطيب وغيره، وكذا سلاطين بني زيان وما تمتعوا به من معارف واسعة وثقافة واطلاع، إلى جانب التأليف ونظم الشعر وابتداع الإحتفالات الدينية التي أضحت من أسس مفاخر الدولة الزيانية، من خلال مظاهر طقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي ما يزال في الجزائر من أعظم الأعياد وأحبّها إلى قلوب الجزائريين، نظرا لمحبتهم العظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم.
كما سلّط ملتقى للتاريخ الأدبي لتلمسان النور على أدب الرحلات التي كانت متواصلة وغير منقطعة، خصوصا وأن تلمسان كانت بمثابة الجوهرة الوسطى لعقد المغرب الإسلامي، بما فيه الأقطار الثلاثة والأندلس، حيث كانت محطة لكل القادمين من المشرق للأندلس أو الذاهبين من الأندلس للمشرق، بالإضافة إلى رحلات الحج والعلم وحتى رحلات المتصوفة المعروفة بالسياحة والمرابطة للجهاد والذود عن دار الإسلام، سواء بعد سقوط الأندلس أو خلال الحروب الصليبة التي أبلى فيها علماء الجزائر البلاء الحسن، وعلى رأسهم إمامنا الكبير سيدي بومدين.
الشيء الذ يؤخذ على هذه الملتقيات التي تعد مكسبا ثقافيا كبيرا، أنّها لم تطبع محاضرات الأساتذة المشاركين الذين جاءوا من أماكن بعيدة، وتوزعها على الحاضرين في الملتقى للإثراء والاطلاع، رغم أن المركز وعد بطبعها، إلا أن توزيعها كان أولى نظرا للوقت الضيق الذي يمنح لمحاضر قادم من العراق، أو الكويت أو سوريا أو المغرب بـ 15 دقيقة، يضيع الوقت معظمه في مقدمة الإطراء وإن أوجز بذكر محاور محاضرته التي يتجاوز البعض منها 30 صفحة.
ومن أجل نشر المعرفة بعلمائنا وأعلامنا واطلاع الأجيال على موروثنا الحضاري من ثقافة وفكر وأدب، ينبغي أن نمدّهم بالمعلومات وأن نستثمر مثل هذه الملتقيات لتوسيع المعارف وللتعريف بأبرز العلماء الذين أنجبتهم الجزائر على مرّ العصور، وذلك من خلال طبع المحاضرات وتوزيعها إبان الملتقى على المشاركين وليس بعده.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)