الجزائر

ملتقى حول الإنتحار بوهران دعوة لإنشاء مرصد وطني لفهم أسباب ودوافع الظاهرة



أختتم مؤخرا الملتقي الطبي حول ظاهرة الإنتحار بالجزائر، الذي أشرفت على تنظيمه كلية العلوم الطبية بوهران، بالتنسيق مع الجمعية الفرنسية لعلم النفس وكذا الجمعية الجزائرية الفرنسية للصحة النفسية، والذي دام يومين.
حيث حاول المختصون والأطباء النفسانيون تشريح أسباب ظاهرة الإنتحار التي تنامت بشكل كبير ومثير للقلق في السنوات الأخيرة بالجزائر، وطالت جميع الشرائح، خاصة بين أوساط الشباب والمراهقين من الجنسين.
وقد أكد المشاركون في الملتقى، على ضرورة وضع مرصد وطني للصحة النفسية، توكل إليه مهام تشخيص أسباب تنامي ظاهرة الإنتحار في بلادنا، تكون له فروع بكل ولايات الوطن.
وقد سرد الأطباء المتدخلون أرقاما مخيفة لنسبة المنتحرين من الشباب في الجزائر، ولعل أخطرها إقدام التلاميذ على الإنتحار، وهي الظاهرة التي لا تزال تحيّر، وكان آخرها المسجل في ولاية تيزي وزو، حيث أقدم ثلاثة تلاميذ على وضع حد لحياتهم خلال ظرف 48 ساعة، علما أن جلهم تلاميذ نجباء ولا يعانون من أي مشاكل اجتماعية أو ضغوطات نفسية.
والهدف من إنشاء هذا المرصد هو وضع تصور واضح لظاهرة الإنتحار المقلقة في الجزائر، والتي طالت أشخاصا من مختلف الشرائح الاجتماعية. وأجمع المتدخلون على أنها لم تعد تقتصر على الفقراء وأصحاب المشاكل الاجتماعية العويصة، بل بات الانتحار وسيلة للتخلص من الحياة، باستخدام وسائل تقليدية كشرب الأدوية، السوائل الخطيرة أو الشنق وقطع حبل الوريد، إلى جانب أساليب جديدة كحرق الذات باستعمال البنزين.
أكد أحد الأطباء المشاركين بأن تنامي ظاهرة الانتحار سببها غياب الحوار داخل الأسرة، على اعتبار أن جل المنتحرين أقدموا على ذلك الفعل بسرية تامة وبمنآى عن أفراد الأسرة التي غالبا ما يتعذر عليها ملاحظة الضغوط والصراعات النفسية التي يعيشها الأبناء.
المشاكل الاجتماعية أيضا لها باع طويل في تنامي ظاهرة الإنتحار، حيث أكد المتدخل أن هناك أرباب أسر ينتحرون بسبب أزمة السكن، التسريح من العمل أوقلة ذات اليد.
وفي منحى آخر، يجب أن نعلم أضاف أستاذ مختص في علم النفس الإكلينيكي بأن طبيعة المجتمع الجزائري تنظر إلى الإنتحار نظرة دونية، وغالبا ما تقوم أسرة المنتحر بإخفاء الحقيقة وتصوير الحادث على أنه موت طبيعي، مما يصعب على المختصين دراسة الظاهرة، خاصة إذا كان المنتحر فتاة.
ونبه المتدخلون إلى ضرورة التكفل الجدي بالظاهرة من طرف وزارة الصحة والسكان، من خلال الحملات التحسيسية وإشراك كل العناصر الفاعلة في المجتمع، على غرار رجال الدين والمجتمع المدني، وكذا المنظمات الشبابية والطلابية لتوعية كل أفراد المجتمع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)