ملامح مـن الـدلالة الصـوتية والصرفـية عنـد ابن الأثـيـر

الأمّة العربيّة من أبرز الأمم التي أسهمتْ في إثراءِ الفكرِ اللغويّ. ونحن لا نتجاوز الحقيقة حين نؤكد أن لعلماء العربية إسهامات واضحة في علم المعنى، فقد وضعوا أصولا، وأسّوا مفاهيم انبثقت من تصوّرهم للّغة. وهذه الأصول والمفاهيم تُشبه إلى حد كبير مفاهيم علم الدلالة المعاصر وتصوراته؛ فقد أبانوا وابن الأثير واحد منهم أنّ الدّافع الذي حمل العرب على الرّبط بين اللّفظ ومدلوله هو اعتزازهم بألفاظ العربيّة وحرصهم على الكشف عن أسرارها وخباياها. وهذا البحث محاولة تُظهرُ موقف ابن الأثير من قضيّة اللّفظ والمعنى وتبرز جهوده وآراءه في مجال الدلالتين الصوتية والصرفية.