مكث في السجن تسعة أشهر قبل أن تبرئه العدالة طفل كاذب اتهم شابا باختطافه في بجاية

 نجا شاب يبلغ من العمر 26  سنة من عقوبة شديدة بأعجوبة بعد أن اتهمه طفل قاصر باختطافه بالعنف، قبل أن تقرر محكمة الجنايات ببجاية تبرئته من التهمة الموجهة إليه رغم التماسات النيابة العامة  بإدانته بعشرين سنة سجنا نافذا.
وقائع القضية تعود حسب قرار الإحالة الى شهر مارس الماضي، لما تقدّم مواطن الى مصالح أمن دائرة تازمالت ببجاية، لإبلاغهم باختفاء حفيده المدعو ''أ'' يبلغ من العمر 10 سنوات وتم بعدها تنظيم حملة بحث واسعة في الحقول والبيوت المهجورة، لتظهر الضحية فجأة وحدها في وضعية متدهورة.
ولما استفسره أقاربه أخبرهم بأن شخصا مجهولا اختطفه وهدده بالقتل وظل معه لأكثر من ساعتين إلى أن أخلى سبيله.
وبعد سماع الطفل من قبل رجال التحقيق، قدم أوصاف المعتدي عليه الذي توصلت مصالح الأمن إلى توقيفه وإيداعه الحبس  المؤقت. وخلال إجراء مواجهة بين الضحية والمتهم أصر الطفل على تعرفه على الشخص الذي اختطفه من المدرسة.
وخلال استماع المحققين وقاضي التحقيق للمتهم في أكثر من خمس مرات تمسك بدوره بنفس التصريحات، حيث أنكر ما نسبه إليه الطفل وأنه لا يعلم كيف وقع فريسة في نظر الطفل الذي لم يسبق أن شاهده  أو تعرّف عليه. وأكد أنه في التوقيت الذي ادعى فيه الطفل اختطافه وهي السابعة مساء، كان في سفرية إلى العاصمة رفقة صديقه وجاره أين قضيا الليلة واستشهد كذلك بفاتورة الفندق.
وبعد الاستماع الى الشاهد وهو سائق الشاحنة الذي رافقه الى العاصمة، أكد ما قاله المتهم  وهو ما شفع له وأنقذه من السجن المؤكد، حيث اقتنعت  هيئة المحكمة أن الطفل لم يكن صادقا في اتهامه للشاب الذي أبقاه في السجن لأكثر من تسعة أشهر لجناية لم يرتكبه،ا وهو ما دفعها الى تبرئته من التهمة المنسوبة إليه.