*- فيلم وثائقي واستضافة المجاهد حومانة بولعراس*-المعركة التي أنهت أسطورة خط مويسعرضت مكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للإعلام والنشر والإشهار، في لقائها الأسبوعي الثاني، شريطا وثائقيا بعنوان "معركة سوق أهراس" من 52 دقيقة، تبعه نقاش ونشط الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين وعضو فاعل في المعركة حومانة بولعراس، حضر العرض العديد من مرتادي الفضاء الثقافي الجواري ومحبي تاريخ الثورة المظفرة.وحسب منشط اللقاءات سيدعلي سخري فإن المكتبة ستخصص حصصا حول تاريخ المقاومة، وتحتفي بهذه المحركة التي نحتفل بذكراها 58 والتي استمرت أسبوعا، استعمل فيها الجانب الفرنسي المحتل كل أنواع الأسلحة وحتى النابالم المحظور دوليا محاولة منه لإخماد لهيب الثورة المشتعل والتي قادها كل من لخضر سرين وأحمد درايع ويوسف لطرش.ابتدأت معركة سوق أهراس الكبرى في 26 أفريل 1958 في منطقة "ويلان" لتتوسع إلى مرتفعات حمام "نبايلس" في منطقة قالمة، وكانت حصيلة هذه المعركة ليس أقل من 639 شهيدا مقاتلا من جيش التحرير الوطني سقطوا في ميدان الشرف، بينما وصلت حصيلة القتلى في صفوف الجيش الفرنسي المحتل إلى 300 قتيل وأكثر من 700 جريح، وبعد اقتياد 4 أسرى من الجيش الفرنسي إلى قرية ساقية سيدي يوسف، قام جيش المستعمر بقصف القرية بصفة وحشية وارتكاب مجزرة في حق سكان القرية العزل.كانت معركة سوق أهراس هي رمز للوحدة الوطنية والتحام الشعب لأنها كانت تضم في صفوفها مقاتلين مجاهدين من كل جهات الوطن، وفي 26 أفريل 1958 اكتشف الجيش الفرنسي المحتل مخطط جيش جبهة التحرير الوطني القاضي باختراق واجتياز خط موريس المكهرب، حيث كان المجاهدون يجتازونه للحصول على الذخيرة والسلاح، مما جعل المعركة الكبرى تندلع في سوق أهراس.قام جيش الاحتلال بإدراج وحداثه الخاصة الأكثر شراسة ومنها الفرقة 9 و14 من المظليين، وأيضا الوحدات 8 و28 للمدفعية، والوحداث 15 و26 و152 من سلاح المدفعية أيضا. اندلعت اشتباكات حادة بين المجاهدين وقوات الاحتلال الفرنسية، حيث استخدم المستعمر جميع أنواع الأسلحة حتى المحظورة منها، ورغم المواجهات الشرسة انتهت بالمواجهة الجسيمة رأسا لرأس، وتم اقتحام خط موريس، وبعد هذه المعركة انتهت أسطورة خط مويس.الشريط الوثائقي مدته 52 دقيقة يحكي بدقة وقائع المعركة الدامية بين المستعمر والمجاهدين والتي أظهر فيها الشعب الجزائري شجاعته وبطولته واستعداده للتضحية بالنفس والنفيس من أجل استرجاع الوطن السليب العزيز. وبعد عرض الشريط الوثائقي تطرق حومانة بولعراس الى تصحيح بعض الوقائع المذكورة. وتحت سلطة الذكرى بكى المجاهد حومانة بولعراس، متذكرا إخوانه الذين سقطوا في ميدان الشرف.وعلى الرغم من حالته النفسية الصعبة، واصل حومانة بولعراس حديثه متطرقا إلى كل العمليات العسكرية التي قاموا بها على خط موريس وهم بصدد التحضير لمعركة سوق أهراس.وخلال فترة النقاش تمنى جمال بوكرين أن يرى معركة سوق أهراس عبر الشاشات ليقول للعالم أن الجزائر قد أنجبت أبطالا من الطراز الرفيع جدرين بحمل هذا الاسم.ومن جهتها قالت صونيا غانم، أنه على الجيل الجديد أن يستمد ويستلهم العبر من المقاومة التي قام بها من سبقوه وهذا من أجل استعادة الثقة في معايير تاريخية.أثرت تدخلات الحاضرين النقاش حول معركة سوق أهراس ببعض الشهادات للأحداث أنذاك. وحسب أحد المتدخلين فإن عدم تمكن الشباب من معرفة التاريخ جعلهم لا يقدرون قيمة التضحيات التي قام بها الشعب الجزائري من أجل إخراج إحدى أكبر القوات الاستعمارية رغم عدم التكافؤ في العتاد والعدد. أما عزي وهو كاتب أصر على وجوب الذهاب إلى المدارس لتعليم التاريخ.اختتم بولعراس شهادته بالحديث عن كيفية التواصل بين مختلف المجموعات رغم حصار القوات الفرنسية قرب خط موريس، وأن تحويل وتوجيه الأسلحة كانت هي العملية الصعبة.
تاريخ الإضافة : 23/11/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : خليل عدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz