الجزائر

مكانة الإسلام في الحوارات المعاصرة بين العلم والدين



أكد الدكتور برونو قيدردوني من مرصد مدينة ليون الفرنسية أن الإسلام له مكانة كبيرة كدين سماوي في الحوارات المعاصرة بين العلم والدين، مضيفا أن هذا الدين له هدف سام نبيل ألا وهو نشر رسالة التوحيد بما فيه توحيد العالم الذي نعيش فيه بعيدا عن الفرقة والتشتت.
وصرح الدكتور برونو قيدردوني المعتنق للإسلام حديثا ل''المساء'' أمس على هامش الندوة الدولية حول الحوارات المعاصرة في العلم والدين والتساؤل عن مكانة الإسلام فيها بأن الإسلام قائم على توحيد المعرفة في ظل انتشار العولمة والتفرقة والتشتت الذي تشهده المجتمعات عبر مختلف أنحاء العالم، مضيفا أن الإسلام يهدف إلى توحيد الناس مع الحفاظ على الاختلافات في الثقافات والتنوع وهي الرسالة التي يجب نشرها حسب محدثنا. من جهته قال وزير التربية السابق أحمد جبار أحد المشاركين في الندوة، أنه ورغم عدم تخصصه في قضية العلم والدين، إلا أن دراساته وأبحاثه حول تاريخ النشاطات العلمية الإسلامية وعلاقتها بالإرث القديم والعلم الحديث الذي بدأت بوادره تظهر انطلاقا من القرن السادس عشر، تجعله على قناعة أن علاقة العلوم بكل ما هو دين تظهر في الحضارة العربية الإسلامية والتي سعى فيها علماء الأمة وقتها إلى تمكين المسلم من ممارسة عقائده بأكبر دقة ونجاعة في إطار استغلال العلم لتحسين أداء الدين.
وعرج الدكتور أحمد جبار في حديثه مستدلا ببعض الأمثلة على غرار كيفية تحديد القبلة للصلاة واتجاه المساجد، وهي قضية حسب محدثنا ورغم بعدها الديني إلا أنها لا تخرج عن طابعها العلمي، شأنها شأن كيفية تحديد مواقيت الصلاة بدقة، تحديد رؤية الهلال والرزنامة الإسلامية وفق الشهر القمري وهي الأمور التي يرى فيها وزير التربية السابق والباحث بجامعة ليل الفرنسية أحمد جبار ثمرة للعلاقة بين العلم والدين معتبرا أن النقاش الذي دار بين الدين والعلم إلى غاية وقت قريب لم يرق إلى مستوى الحوار المحرك للمواقف الجديدة، والإهمال كان من الطرفين حسب محدثنا الذي قدم محاضرة بعنوان ''العلوم الإسلامية وظهور العلوم الحديثة''.
وأكد الدكتور نضال قسوم من الجامعة الأمريكية بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، أن موضوع الحوار بين الدين والعلم أخد أبعادا جدية بعدما صار مائدة أكاديمية جديدة، كما كشف الدكتور جان ستون من الجامعة المتعددة التخصصات بباريس عن بحث يقوم به منذ 5 سنوات حول الإسلام والعلم. وأوضح أن رجال الدين تأخروا في اللحاق بالنقاش الدائم حول قضايا علمية كبيرة على غرار قضية الاستنساخ، ليخلص أن الدين أعمى بلا علم والعلم أعرج بلا دين، وذهب الدكتور عمار طسطاس من جامعة الأمير عبد القادر في سياق أن الدين الإسلامي كان له الفضل في محاربة الخرافات في تفسير الظواهر الطبيعة مستدلا بحادثة كسوف الشمس على عهد الرسول الكريم، حيث حاول البعض وقتها ربط هذه الظاهرة بوفاة إبراهيم ابن النبي محمد صلى اله عليه وسلم، وهو ما نفاه نبي الله نفيا قاطعا حيث خاطب قومه -حسب الدكتور طسطاس- قائلا إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا يتخسفان لموت أحد أو لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة، وهو الأمر الذي يدل أن الشمس أو القمر آيتان من آيات الله سخرها ولا علاقة لها بموت أو ولادة أحد.
وستعرف الندوة الدولية الممتدة على ثلاثة أيام، العديد من الورشات والمداخلات على غرار مداخلات الدكتور جمال ميموني من جامعة قسنطينة حول العلم الحديث، فلسفته ونظريته المعرفية، الدكتور جان ستون ونظرية التطور، الدكتور دنيس ألكسندر من جامعة كمبريدج عبر الفيديو المباشر والذي ربط بين علم الوراثة والدين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)